مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٣٩٢
إنا نعلم باليقين أن العالم سيلجأ إلى الإسلام، ويقطع رجاءه وأمله عن المكتبات المادية والبرامج البهيمية الشرقية والغربية. فقد ظهر عجز تلك المكتبات عن حل المشاكل الإنسانية، بل شددتها وكثرتها هذه المكتبات التي لا ترى هدفا للحياة، ولا يعانيه البشر في هذه البسيطة، ولا تفسر لوجودنا وبقائنا هنا تفسيرا معقولا مرضيا تطمئن به النفوس، وتسوق نحو العمل والحركة.
فهذا من خواص المذهب المادي إنه لا يعرف لهذا العالم مفهوما معقولا، ومعنى صحيحا، وقصدا وهدفا، ويوما يوما تجرب البشرية، وتذوق مرارة المكتبات التي بنيت على هذا الأساس، وتدرك أنها لا تشبع الإنسان، ولا يقنع الإنسان بها.
ولا شك أن الإسلام هو الدين الوحيد والمكتب الفرد الذي يحل كل المشكلات، ويفسر كل ما في العالم تفسيرا معقولا، ويقوي في النفوس حب العمل والخير والإحسان والتضحية دون الحق والعدالة.
إذا فعلى عاتق الجيل الحاضر، سيما العلماء والكتاب والمثقفين والشبان، مسؤولية كبيرة، لأن العالم يسير إلى نقطة لابد له من الالتجاء إلى الإسلام، وذلك لا يحصل إلا بالبلاغ المبين وعرض الإسلام بمبادئه ونظمه للجيل الحاضر.
فاليوم الإسلام بحاجة كبيرة إلى تبليغ أهدافه وتعاليمه وإرشاداته، كما أن العالم بحاجة ملحة إلى الإسلام وحكومته ونظاماته.
فالمستقبل للإسلام، و (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) (1)، (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) (2).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين حرره لطف الله الصافي الگلپايگاني

(1) الأعراف - 128 (2) التوبة - 105
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392