مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٣٩١
توزعوا هنا وهناك من بلاد المسلمين، قد آلوا على أنفسهم أن يعيدوا الإسلام إلى واقع المسلمين، ويدفعوهم إلى طريق إعادة مجدهم الإسلامي الزاهر، وبناء مجتمعنا على دعائم العقيدة الإسلامية الحقة، والوقوف صفا واحدا في وجه نوايا الإستعمار الخبيثة.
وإننا لنجد في كل قطر رجالا مجاهدين، قد ثاروا على الباطل، وتنبهوا لأحابيل الإستعمار، ووقفوا في وجه كل دعاية أجنبية تهدف إلى النيل من قداسة الإسلام وعز المسلمين ووحدتهم.
ولقد قام الإستعمار من جانبه، مستعملا كل ما لديه من قوة سياسية ومادية لإبادة هؤلاء الأبطال والتضييق عليهم ومطاردتهم يساعدهم على ذلك أعوانهم وعملائهم، ذلك لأنه يعلم بأن عمل هؤلاء المصلحين الدائب سوف يؤدي إلى تيقظ المسلمين، وبالتالي إلى وحدتهم ولو سياسيا، وذلك من أعظم الموانع دون تحقيق نواياه الخبيثة فيهم، إلا أنه بعون الله يفشل في العاقبة، وستفشل أحابيل الصهيونية المتمثلة بإسرائيل والدول المؤيدة لها والمنفقة عليها، فإن الحق لابد وأن ينصر في النهاية على الباطل مهما طال الأمد، والله ينصر من ينصره.
والوصول إلى الغاية لا يتم إلا بالدعوة إلى الجهاد المتواصل والعمل على إعادة مناهج الإسلام وإرشاداته، وإلى واقع حياتنا الاجتماعية والسياسية.
وذلك لا يتم إلا باشتراك الباحثين والكتاب المسلمين ومفكريهم ومصلحيهم في علاج جميع المشاكل، وبيانها لأبناء أمتهم، وعرض مفاهيم الإسلام وأساليبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وغيرها بأشكال واضحة ومفهومة لعموم المسلمين، حتى لا ينخدع الجهلة بهذه الحقائق بالمبادئ الكافرة والنظم المستوردة، وللصحافة أكبر الأثر في القيام بهذا الواجب ونقل الأفكار الإسلامية إلى أبناء المسلمين.
ولا يخفى حاجتنا اليوم إلى دعاية إسلامية جامعة عالمية، تبلغ رسالات الإسلام في جميع نواحي الحياة إلى جميع الأجيال والأمم المعاصرة، وتعرض على العالم الإسلامي مشاكل المسلمين في كل إقليم من أقاليمهم، وتطلب من الجميع العمل على معالجة تلك المشاكل، وتشرح لجيلنا المعاصر، سيما الشباب والطلاب والطالبات، أهداف الإسلام وغاياته، وتقوم بالدفاع عن قداسة الإسلام ودفع شبهات المستعمرين عنه.
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 » »»