مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي - الصفحة ٢١
وتحمر حيطانهم فيعجبون ذلك ويأتون النبي ويسألونه عن ذلك فيرسلهم الى منزل فاطمة فيرونها جالسة تسبح الله وبحمده وتحمده ونور وجهها يظهر بالحمرة فيعلمون أن الذي رأوا كان من نور وجه فاطمة فلم يزل ذلك النور في وجهها حتى ولد الحسين فهو يتقلب في وجوهنا الى يوم القيامة في الأئمة منا أهل البيت إمام بعد إمام بتكميل أقول أن ذلك النور الذي ظهر كل يوم ثلاث مرات لأمير المؤمنين إنما هو نور النبوة والإمامة ولذا سميت بأم أبيها لأنها حاصلة لانتقال النبوة والإمامة وهي مجمع النورين جامع الأخبار علل الشرايع الطالقاني عن الجلودي عن الجوهري عن ابن عمار عن أبيه قال سألت أبا عبد الله عن فاطمة لم سميت زهراء فقال لأنها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما يظهر نور الكواكب لأهل الأرض أقول أن المراد بالنور نور الزهراء في هذين الخبرين وهو نور الأئمة أحد عشر من نسل فاطمة وهو نور النبوة ونور الامامة وهي مجمع النورين باب بدء خلقة نور الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام ثلث مائة ألف عام قبل آدم كنز الفوايد للكراجكي روي الشيخ أبو جعفر الطوسي عن رجاله عن الفضل بن شاذان ذكره في كتاب مسايل البلدان يرفعه الى سلمان الفارسي (ره) قال دخلت على فاطمة والحسن والحسين يلعبان بين يديها ففرحت بهما فرحا شديدا فلم ألبث حتى دخل رسول الله فقلت يا رسول الله إخبرني بفضيلة هؤلاء لازداد لهم حبا فقال يا سلمان ليلة إسري بي الى السماء إذ رأيت جبرئيل في سمواته وجنانه فبينما أنا أدور قصورها وبساتينها ومقاصرها إذ شممت رايحة طيبة فأعجبتني تلك الرايحة فقلت يا حبيبي ما هذه الرايحة التي غلبت على روايح الجنة كلها فقال تفاحة خلق الله تبارك وتعالى بيده منذ ثلاثمأة ألف عام ما تدري ما يريد بها فبينا أنا كذلك إذ رأيت ملائكة معهم تلك التفاحة فقال يا محمد ربنا السلام يقرء عليك السلام واتحفك بهذه التفاحة فقال رسول الله فأخذت تلك التفاحة فجمع الله ماءها في ظهري
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»