وكيف وقد قارن فضلها فضلا وشرفها شرفا فقد جمعت المفاخر والمزايا الذاتية والنسبة بالنسبة إلى أبيها سيد الخلايق أجمعين وإلى بعلها نفس النبي وإلى ولديها سيدي شباب أهل الجنة فمن مثلها سوى أبيها وبعلها وبنيها صلى الله عليهم أجمعين وبما ذكرنا تبين لك أن لها الفضل على جميع الأنبياء بنص القرآن والاجماع على عدم مساوات الأنبياء عليهم السلام مع أهل البيت الذين نص القرآن على عصمتهم وكذلك الزهراء عليها السلام بالاجماع من المسلمين وأما مساوات الأنبياء عليهم السلام معها في الرتبة وأن مقامها مقام العلية ومقامهم مقام المعلولية قلنا في ذلك أدلة واضحة وبراهين لايحة من الكتاب والسنة ولكن لا يسعنا المقام ونخرج عن النظام فالأولى أن نقصد ما هو المرام من ترتيب الفصول في المقام وجمع الدرر المنثورة النفيسة والغوص في بحار الجواهر الغير المأنوسة صونا لها من الاندراس وحفظا لها من الدثور والانطماس بمر الشهور وكر الدهور والله ولي الأمور وبيده أزمة كل مقدور تكميل في بيان علم الأنبياء وعلم الصديقة الطاهرة عليهم السلام أقول مامن أحد من الأنبياة غير أبيها إلا وقد توقف في ولاية أمير المؤمنين كما قال الصادق (ع) ما تنبأ نبي قط إلا بمعرفتنا وموليتنا الصديقة الطاهرة ما توقفت في ولاية أمير المؤمنين منذ عاشرته كما قالت صلوات الله عليها إن كنت في خير فأنا في خير وإن كنت في شر فأنا في شر حين أخذوه لبيعة أبي بكر وأخذت بيده فأرجعته إلى بيتها والفرق الآخران جميع الأنبياء عجزوا عن الشفاعة في حق أممهم ويحتاجون إلى شفاعة أبيها وهو صلى الله عليه وآله يحتاج إلى شفاعة فاطمة صلوات الله عليها كما سيجئ تفصيله في فصل الشفاعة إنشاء الله تعالى فصل في علم فاطمة الصديقة الطاهرة بما كان وما يكون وبما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حين تقوم الساعة وعلم الأنبياء ليس كذلك في البحار وروي عن حارثة ابن قدامة قال حدثني سلمان قال حدثني عمار وقال أخبرك عجبا قال قلت حدثني يا عمار قال نعم شهدت علي بن أبي طالب وقد ولج على فاطمة فلما أبصرت به نادت
(١٨)