وبلغ نعيه البصرة - وعليها زياد بن سمية - فبكى الناس وعلا الضجيج فسمعه أبو بكرة [أخو زياد لامه] - وهو إذ ذاك مريض في بيته - فقال: " أراحه الله من شر كثير، وفقد الناس بموته خيرا كثيرا يرحم الله حسنا (1) ".
وأبنه أخوه محمد بن الحنفية، وقد وقف على جثمانه الشريف، واليك نص تأبينه:
" رحمك الله أبا محمد، فوالله لئن عزت حياتك، لقد هدت وفاتك. ونعم الروح روح عمر به بدنك، ونعم البدن بدن ضمه كفنك، ولم لا تكون كذلك، وأنت سليل الهدى، وحلف أهل التقوى، وخامس أصحاب الكساء. غذتك كف الحق، وربيت في حجر الاسلام، وأرضعتك ثديا الايمان. فطب حيا وميتا، فعليك السلام ورحمة الله، وان كانت أنفسنا غير قالية لحياتك، ولا شاكة في الخيار لك (2) ".
* * * والنصوص على اغتيال معاوية الحسن بالسم متضافرة كاوضح قضية في التاريخ.
ذكرها صاحب الاستيعاب، والإصابة، والارشاد، وتذكرة الخواص ودلائل الإمامة (3). ومقاتل الطالبيين، والشعبي، واليعقوبي، وابن سعد في الطبقات، والمدائني، وابن عساكر، والواقدي، وابن الأثير، والمسعودي، وابن أبي الحديد، والمرتضى في تنزيه الأنبياء. والطوسي في أماليه، والشريف الرضي في ديوانه، والحاكم في المستدرك، وغيرهم.
وقال في " البدء والختام ": " وتوفي الحسن سنة 49 للهجرة. سمته جعدة بنت الأشعث بما دسه معاوية إليها، ومناها بزواج ولده يزيد، ثم