صحيفة الرضا (ع) - مؤسسة الإمام المهدي (ع) - الصفحة ٢٨١
فأجابه إبليس لعنه الله: تنح عن البلاد وساكنيها * فبي في الخلد ضاق الفسيح وكنت بها وزوجك في قرار * وقلبك من أذى الدنيا مريح فلم تنفك من كيدي ومكري * إلى أن فاتك الثمن الربيح وبدل أهلها أثلا وخمطا * بحبات وأبواب منيح فلولا رحمة الجبار أضحى * بكفك من جنان الخلد ريح وسأله عن بكاء آدم على الجنة، وكم كانت دموعه التي جرت من عينيه؟
فقال عليه السلام بكى مائة سنة، وخرج من عينه اليمنى مثل دجلة والعين الأخرى مثل الفرات!
وسأله كم حج آدم من حجة؟
فقال عليه السلام: سبعين حجة 1 ماشيا على قدميه، وأول حجة حجها كان معه الصرد 2 يدله على مواضع الماء وخرج معه من الجنة، وقد نهي عن أكل الصرد والخطاف 3.
وسأله ما باله لا يمشي؟ قال: لأنه ناح على بيت المقدس، فطاف حوله أربعين عاما يبكي عليه، ولم يزل يبكي مع آدم عليه السلام، فمن هناك سكن البيوت ومعه تسع آيات 4 من كتاب الله عز وجل مما كان آدم عليه السلام يقرأها في الجنة وهي معه إلى يوم القيامة، ثلاث آيات من أول الكهف، وثلاث آيات من سبحان الذي أسرى وهي " إذا قرأت القرآن... " 5 وثلاث آيات من يس وهي " وجعلنا من بين أيديهم سدا.... " 6.
وسأله عن أول من كفر وأنشأ الكفر؟ فقال عليه السلام: إبليس لعنه الله.
وسأله عن اسم نوح ما كان؟
فقال: اسمه السكن، وانما سمي نوحا، لأنه ناح على قومه ألف سنة إلا خمسين عاما.
وسأله عن سفينة نوح ما كان عرضها وطولها 7؟
فقال: كان طولها ثمان مائة ذراع وعرضها خمس مائة ذراع، وارتفاعها في السماء ثمانين ذراعا.
ثم جلس الرجل، فقام إليه آخر، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن أول شجرة غرست في الأرض؟
.
____________________
(1) في بعض النسخ الخطية: سبعمائة حجة.
(2) الصرد بضم الصاد وفتح الراء: طائر ضخم الرأس يصطاد العصافير.
(3) الخطاف: طائر إذا رأى ظله في الماء أقبل إليه ليتخطفه.
(4) خ: ونزل آدم عليه السلام ومعه تسع آيات.
(5) الاسراء، الآية 45 و46 و47. (6) يس، الآية 9 و10 و11. (7) أضاف في خ: وارتفاعها
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»
الفهرست