زوجات النبي (ص) - سعيد أيوب - الصفحة ٧٤
وأن هذه العقيدة كانت شائعة بين عبدة الأصنام القدامى. وإن العبادة على طريق هذه العقيدة تتنافى مع تعليمات المسيح نفسه.
وبالجملة: كان أبو سفيان بن حرب في زمن البعثة يحمل في يده لواء الكفر والشرك والاستكبار في مقابل الحق. ولم يترك طريقا " يقود صاحبه إلى الإيمان بالله ورسوله إلا ووضع عليه العوائق، وكان اليهود يتحصنون في قرى داخل الحجاز. يراقبون ويوسوسون ابتغاء الفتنة وابتغاء إشعال نار الحرب. وكان النصارى في الحجاز وخارجه عاكفين على عقيدة لم يكن المسيح مسؤولا " عنها. وكان بين أهل الكتاب من يبحث عن الحقيقة. وهؤلاء لم تخلوا منهم صحراء الحجاز وما حولها. وكانوا في بلاد الحبشة وبلاد مصر نظرا " لأن الكنيسة الأثيوبية والكنيسة المصرية يقفان على أرضية واحدة وتحت ظل واحد. بمعنى: إن نجاشي الحبشة إذا تأثر بشئ. وجدت أثر ذلك في مقوقس مصر.
والخلاصة: لما كان أبو سفيان عضوا " أصيلا " في طابور الصد عن سبيل الله. فإن النجاشي كان عضوا " أصيلا " في قافلة البحث عن الحقيقة.
وبين ما يمثله أبو سفيان وبين ما يمثله النجاشي. دارت قصة أم حبيبة بنت أبي سفيان.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة يخاف على أصحابه من المشركين، فبعث جعفر بن أبي طالب وابن مسعود وعثمان بن مظعون في رهط من أصحابه إلى النجاشي ملك الحبشة، فلما بلغ المشركين. بعثوا عمرو بن العاص في رهط منهم. فذكروا إنهم سبقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي، وقالوا: إنه قد خرج فينا رجل سفه عقول قريش وأحلامهم، زعم أنه نبي، وأنه بعث إليك رهطا " ليفسدوا عليك قومك. فأحببنا أن نأتيك ونخبرك خبرهم. قال: إن جاؤوني نظرت فيما
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست