زوجات النبي (ص) - سعيد أيوب - الصفحة ٥٠
صوتهما. فقال: اللهم هذه هالة. فغارت عائشة فقالت: وما تذكر إلا عجوزا " من عجائز قريش. حمراء الشدقين: أي سقطت أسنانها وبقيت حمرة اللثاث. ماتت وذهبت وأبدلك الله خيرا " منها. تريد نفسها لصغر سنها، فغضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. حتى قالت له: لا أذكرها بعد هذا إلا بخير (1).
وفي الصحيح عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة يقول: أرسلوا إلي أصدقاء خديجة. قالت عائشة. فذكرت له يوما ". فقال: إني لأحب حبها (2).
وأخرج ابن سعد عن القاسم قال: كانت عائشة استقلت بالفتوى في عهد أبي بكر وعمر وعثمان (3) ومما أرسله أصحاب الحديث وأصحاب التواريخ والسير إرسال المسلمات. أن عائشة شاركت في الحرب وقادت المعارك والرجال. وكانت تبعث بالرسائل لرؤساء القبائل. وكانت تأمر وتنهى. وعمل طلحة والزبير تحت قيادتها في معركة الجمل. ومما روي في هذه الأحداث. روى البيهقي عن الحسن البصري: أن الأحنف بن قيس قال لأم المؤمنين عائشة: يا أم المؤمنين هل عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المسير؟ قالت: اللهم لا. قال: فهل وجدته في شئ من كتاب الله جل ذكره؟ قالت: ما نقرأ إلا ما تقرأون. فقال: فهل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ستعان بشئ من نسائه إذا كان في قلة والمشركين في كثرة؟ قالت: اللهم لا. فقال الأحنف: فإذا ما هو ذنبنا (4) وروي أن أبا الأسود الدؤلي قال لها: ما أنت من السوط والسيف. إنما أنت حبيس رسول الله صلى الله عليه وسلم. أمرك الله أن تقري في بيتك

(1) التاج الجامع 379 / 3.
(2) الإصابة 62 / 8.
(3) الطبقات 375 / 8.
(4) المحاسن والمساوئ / البيهقي 35 / 1.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست