السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ٧٨
السيوطي في الخصائص الكبرى عدة أحاديث في هذا المعنى، منها ما أخرجه مسلم واحمد عن المطلب ان ربيعة ين رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ان هذه الصدقات انما هي أوساخ الناس، وانها لا تحل لمحمد ولا آل محمد)، واخرج ابن سعد عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (ان الله حرم علي الصدقة وعلى أهل بيتي)، واخرج الطبراني عن ابن عباس قال: استعمل النبي صلى الله عليه وسلم الأرقم الزهري على السعاية (جمع الصدقات) فاستتبع أبا رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (يا أبا رافع ان الصدقة حرام على محمد وعلى آل محمد) (أخرجه احمد وأبو داود من حديث أبي رافع، وفيه قال: ان الصدقة لا تحل لنا، وان مولى القوم من أنفسهم)، واخرج ابن سعد عن عبد الملك بن المغيرة قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا بني عبد المطلب: ان الصدقة أوساخ الناس فلا تأكلوها ولا تعملوا عليها)، وأخرج مسلم وابن سعد عن المطلب بن ربيعة بن الحارث قال: (جئت انا والفضل بن العباس، فقلنا يا رسول الله: جئنا لتؤمرنا على هذه الصدقات، فسكت ورفع رأسه إلى سقف البيت حتى أردنا ان نكلمه، فأشارت إلينا زينب من وراء حجابها كأنها تنهانا عن كلامه واقبل فقال: ان الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد، انما هي أوساخ الناس)، وروى احمد في مسنده عن الحسن بن علي قال:
اخذت تمرة من تمر الصدقة فتركتها في فمي، فنزعها صلى الله عليه وسلم بلعابها، وقال: (انا آل محمد لا تحل لنا الصدقة)، وفي رواية أخرى عن أبي هريرة انه صلى الله عليه وسلم قال: كخ كخ.. ارم بها، (اما شعرت انا لا نأكل الصدقة).
وهكذا يحرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذين الحديثين الأخيرين على توجيه الحسن إلى التسامي بنفسه، كما حرص في الأحاديث السابقة على توجيه آل بيته، إلى المكانة اللائقة باهل البيت الذين يذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فتكون أيديهم هي العليا، يعطون ولا يأخذون، ويتصدقون ولا يتصدق عليهم، لان مقام أهل البيت بالنسبة إلى غيرهم، مقام النجوم في السماء من أهل الأرض، ولا يليق باهل البيت ان يأكلوا من الصدقات لأنها ملوثة بذنوب الناس. بها يتطهرون من هذه الذنوب، قال تعالى في الآية (103) من التوبة (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها).
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172