السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ١٢٩
كهذه يعلم أنها لا قبل لها باحتمالها ثم إن عليا أراد ان يتزوج بنت أبي جهل، فهل يرضي الله ان يجمع بيت الإمام علي بين بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين بنت عدو الله ورسوله، وكتب السيرة مليئة بمواقفه المخزية ضد الاسلام ورسول الاسلام، ولعل هذا هو السبب الذي من اجله ثار رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه من غير المعقول ان تكون ابنة هذا الرجل بالذات، ضرة للزهراء بنت نبي الله ورسوله، ولم يكن من المعقول، بل من المستحيل على وجه اليقين، ان يستبدل برسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل بن هشام صهرا، وليس علي بالذات هو الذي يؤذي نبيه وأباه وابن عمه في أحب بناته إليه.
هذا ويروى عن يحيى بن سعيد القطان قال: ذاكرت عبد الله بن داود الحريثي قول النبي صلى الله عليه وسلم (ولا آذن الا ان يحب علي بن أبي طالب ان يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، قال ابن داود: حرم الله على علي ان ينكح على فاطمة في حياتها لقوله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا)، فلما قال النبي: لا آذن، لم يكن يحل لعلي ان ينكح على فاطمة، الا ان يأذن رسول الله، قال وسمعت عمر بن داود يقول: لما قال الرسول فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها، حرم الله على علي ان ينكح على فاطمة، إذ انه بنكاحه عليها يؤذي الرسول، والله تعالى يقول: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله)، وأضاف الشيخ دحلان في السيرة والحق بعضهم أخواتها بها، وان رأى احتمال اختصاص الزهراء بذلك، وهذا ما نرجحه ونميل إلى الاخذ به، والله أعلم.
واما قصة تلك الخطبة، فقد روى ابن إسحاق في السيرة، ان علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل من عمها الحارث، واستأمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (عن اي شانها تسألني، عن حسبها، قال: لا، ولكن تأمرني بها، فقال صلى الله عليه وسلم فاطمة بضعة مني، ولا أحب ان تجزع، فقال علي: لا آتي شيئا تكرهه)، واخرج الإمام أحمد عن الشعبي قال: (خطب علي، عليه السلام، بنت أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام، فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم فيها، فقال: اعن حسبها تسألني، قال علي: قد اعلم ما حسبها، ولكن أتأمرني بها، فقال: لا، فاطمة بضعة مني، ولا
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172