السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ١٢١
وكنا نحب له ان يقرا النصوص جيدا، وان يقارن بينها، لا ان يأخذ منها ما يتفق وهواه، ثم يفسر هذا الذي اخذه بهواه، مرة أخرى فتضيع منه الحقائق بين هواه وهواه، ولو كان السند الذي استند إليه هذا المستشرق، كما يقول الأستاذ العقاد، واضحا ملزما، لقلنا انها أمانة العلم، ولا حيلة للعالم في الأمانة العلمية، لكن السند كله قائم على أن الزهراء قد تزوجت في الثامنة عشرة من عمرها، وتقابله أسانيد أخرى تنقضه، وتتراءى للمستشرق حيثما نظر حوله، ولكنه لا يحب ان يراها، لأنه يحب ان يرى ما يعيب، ولا يحب ان يرى مالا عيب فيه.
وعلى حال، فان تقويض رأي لامنس سهل لأسباب كثيرة، منها (أولا) ان المشهور المتواتر، كما رأينا من قبل، ان السيدة فاطمة الزهراء ولدت لأبوين جميلين، وان أخواتها تزوجن من ذوي غنى وجاه، كأبي العاص من الربيع وعثمان بن عفان، وليس المألوف ان يكون الأبوان والأخوات موصوفين بالجمال، وان تحرم منه إحدى البنات ومنها (ثانيا) ان السيدة الزهراء، كما هو مشهور، قد بلغت سن الزواج، والدعوة المحمدية في إبانها، المسلمون بين مهاجر أو مقيم غير آمن، والحال قد تبدلت بعد الدعوة المحمدية فأصبحت خطبة المسلمين مقصورة على المسلمين، وهم قلة منهم المتزوج ومنهم من لا طاقة له بالزواج، ومنها (ثالثا) ما أشرنا من أن هناك الكثير من الآراء التي لا تجعل الزهراء تبلغ الثامنة عشرة، يوم بنيت بالامام، ومنها (رابعا) اننا لا نستطيع ان نستبعد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخص بها ربيبه وابن عمه علي بن أبي طالب (وهو أرجح الأسباب في رأينا) وينتظر بها يوم البيت في هذا الامر، وذلك حين تهدأ الحال، ويستعد ابن عمه للزواج، ولعل مما يعضد هذه الفكرة ما رويناه من قبل، من أن الصديق والفاروق قد خطبا الزهراء قبل الإمام علي، وان رد النبي صلى الله عليه وسلم عليهما قوله لكل منهما (انتظر بها القضاء) أو قال (انها صغيرة).
ومنها (خامسا) ان الأب لامانس تجاهل كثيرا من النصوص التي تشير إلى أن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، انما كانت تتمتع بقسط وافر من الجمال، من ذلك ما رواه انس بن مالك عن أمه: ان فاطمة كانت كأنها القمر ليلة البدر، ومنها
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172