السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ١٢٠
وعلي، ولا نسا متصلا الا من كان من فاطمة وعلي، فإذا ما تذكرنا كذلك، انه ما من امر كان يعني النبي صلى الله عليه وسلم في شخصه، وفي خاصة نفسه، الا وكان الإمام علي هو الذي يندب للقيام بهذا الامر، وليحل محل الرسول صلى الله عليه وسلم فيه، وليأخذ مكانه الذي تركه وراءه، فمبيت علي في برد النبي صلى الله عليه وسلم وعلى فراشه ليلة الهجرة، وقراءته ما نزل من سورة براءة على أهل الموسم من المسلمين والمشركين، وخلافته للرسول على آل البيت من غزوة تبوك، أفلا يسوغ لنا ذلك كله، كما يقول الأستاذ الخطيب، ان نذكر معه، خلافة علي بن أبي طالب للرسول صلى اله عليه وسلم في أن يكون منه نسل النبي، وأن يكون ولد علي وفاطمة نسلا مباركا للنبي ولعلي معا، صلوات الله وسلامه عليم أجمعين، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعوا الحسن والحسين ابنيه فيقول صلى الله عليه وسلم في الحسن (ان ابني هذا سيد) وانه صلى الله عليه وسلم يقول في الحسين: (حسين مني وانا من حسين)، واخرج الترمذي عن انس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لفاطمة: ادعي ابني فيشمهما ويضمهما إليه) بقيت الإشارة إلى سن الزهراء وقت الزواج، وفي الواقع ان هذا متوقف على معرفة تاريخ ميلادها، وهو امر قد اختلف فيه المؤرخون، بين ان يكون قبيل البعثة أو بعيدها، ومن ثم فهناك من رأى أن الزهراء قد تزوجت، وهي في الثامنة عشرة من عمرها، بينما ذهب آخرون إلى أنها كانت في الخامسة عشرة وخمسة أشهر أو ستة، بل اننا لو أخذنا بوجهة النظر التي ذهبت إلى أنها قد ولدت بعد البعثة بخمس سنين، لكان عمرها يوم زواجها في السنة الثانية من الهجرة، لا يعدو سنوات عشر، على أن ارجع الآراء ان الزهراء كانت فيما بين الخامس عشرة والثامنة عشرة من عمرها يوم زفت إلى الإمام علي.
ومن عجب ان يزعم المستشرق اليسوعي الأب هنري لامانس، ان الزهراء لم تتزوج قبل الثامنة عشرة لأنها كانت محرومة من الجمال، ولم تصدق ان أحدا يخطبها بعد تلك السن، وعندما خطبها علي سكتت هنيهة، ثم تكلمت فشكت من أن يخطبها رجل فقير، وفي الواقع ما كنا نظن أن ينزلق الأب هنري، وهو رجل دين وعلم، إلى هذا المستوى في كراهيته للاسلام ونبي الاسلام وآل بيته الكرام،
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172