أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٨
وقت، وأيسر طريق.
هو منهج يمثل سمو آداب الوحي الإلهي، وبلاغة أهل البيت عليهم السلام، وحكمتهم، وهم يسيرون على ضوئه، ويستلهمون مفاهيمه، ويستقون من معينه، ليحيلوها إلى الناس حكمة بالغة، وأدبا رفيعا، ودروسا أخلاقية فذة، تشع بنورها وطهورها على النفس، فتزكيها وتنيرها بمفاهيمها الخيرة وتوجيهها الهادف البناء.
من أجل ذلك تعشقت هذا النهج، وصبوت إليه، وآثرت تخطيط هذه الرسالة ورسم أبحاثها على ضوئه وهداه.
ولئن اهتدى به أناس وقصر عنه آخرون، فليس ذلك بقادح في حكمته وسمو تعاليمه، وإنما هو لاختلاف طباع الناس، ونزعاتهم في تقبل مفاهيم التوجيه والتأديب، وانتفاعهم بها، كاختلاف المرضى في انتفاعهم بالأدوية الشافية، والعقاقير الناجعة: فمنهم المنتفع بها، ومنهم من لا تجديه نفعا.
ومما يحز في النفس، ويبعث على الأسى والأسف البالغين، أن المسلمين بعد أن كانوا قادة الأمم، وروادها إلى الفضائل، ومكارم الأخلاق، قد خسروا مثاليتهم لانحرافهم عن آداب الاسلام، وأخلاقه الفذة، ما جعلهم في حالة مزرية من التخلف والتسيب الخلقيين.
لذلك كان لزاما عليهم - إذا ما ابتغوا العزة والكرامة وطيب السمعة - أن يستعيدوا ما أغفلوه من تراثهم الأخلاقي الضخم، وينتفعوا برصيده المذخور، ليكسبوا ثقة الناس وإعجابهم من جديد، وليكونوا كما أراد الله تعالى لهم: (خير أمة
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»