تقوية الإيمان - محمد بن عقيل - الصفحة ١٨
القسم الثاني للبيان والتحذير، والتقرب إلى الله بذم أعدائه، واقتداء بالنبي ووصيه، وأهل بيته، وخيار أمته.
وحكم سب المؤمن كقتله حرام بغير الحق، قال الله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه، وأعد له عذابا عظيما) (ا) ولا يدخل في هذا الوعيد من قتل مؤمنا قصاصا، أو حدا، أو لدفع صياله، أو لبغيه بل هو ممدوح مأجور، وقد قتل سيدنا وإمامنا علي ع في ليلة الهرير خمسمائة وثلاثة وعشرين رجلا من بغاة الشام، وطلب قتل معاوية تقربا إلى الله تعالى وامتثالا لآمره وطاعة لأمر رسوله ص فحال القضاء دون ذلك، ولا شك في أن فعله هذا من أشرف الجهاد في سبيل الله تعالى.
وبما بيناه يتضح لك أن جدال أمثال المصانع عن أئمة البغي والضلال قبيح جدا، وغش للاسلام، وتغرير للعامة، ولا أخالهم بمنجاة من العذاب إلا إن عفا الله لأنهم أحبوا ونصروا أول ساب، ولا عن، لأول الصحابة صحبة، وأول المسلمين إسلاما فشاركوا الخبيث فيما اقترف.
وحمل كلام الله تعالى، وكلام رسوله على

(1) سورة النساء الآية 93.
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة