تقوية الإيمان - محمد بن عقيل - الصفحة ١٤
من يجب عليهم خذلانه، ويمد حون ويعظمون من يذم ويلعن أخا نبيهم ص بل من هو كنفسه، ويزعمون نصح من قلب الدين وبدله، ودعا إلى التبرئ من دين وصي رسول الله ص وختنه وأبي أولاده، ويناضلون عن متخذي مال الله دولا، وعباد الله خولا، وهيهات أن يغني عنهم فتيلا، ما يتظاهرون به زورا من كاذب الحب، ومن زعمهم أنهم ما عظموهم إلا امتثالا لأمر الله تعالى، لأن ذلك باطل بين، وتغرير ظاهر، ورداء الكذب شفاف، ولو كان لدعواهم حظ من الصدق لأبغضوا في الله امتثالا لآمره، فمن زعم أنه يحب في الله وهو لا يبغض في الله فهو كاذب، ولو كانوا ناصحين للمؤمنين، لنفروهم عن محبة من حاد الله ورسوله، وبدل الدين، قال الله تعالى، وهو أصدق القائلين (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله...) (1) الآية.
ولو كانوا معظمين لرسول الله ص لنزهوا جنابه الرفيع عن الصحبة الخاصة للطغاة الفجار دعاة النار، إذ أي تعظيم له - نفسي له الفداء ص - في نسبة المنافقين القاسطين العتاة الظالمين المستبدين إلى صحبته الخاصة، بل الأمر بالعكس عند من لم ينعكس حاله، ولم يستول

(1) سورة المجادلة الآية 22.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة