الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٦٠
الفرزدق وجرير والأخطل والراعي. فقيل له: ما رأيناك ذكرت الكميت فيمن ذكرت قال ذاك أشعر الأولين والآخرين ويقال ما جمع أحد من علم العرب ومناقبها ومعرفة أنسابها ما جمع الكميت فمن صحح الكميت نسبه صح ومن طعن فيه وهن.
أخلاقه وصفاته:
كان في صغره ذكيا لوذعيا يقال: إنه وقف وهو صبي على الفرزدق وهو ينشد. فلما فرغ قال له: أيسرك أني أبوك؟ قال: أما أبي فلا أريد به بدلا ولكن يسرني أن تكون أمي. فحصر الفرزدق وقال ما مربي مثلها. ويقال ما جمع أحد من علم العرب ومناقبها ومعرفة أنسابها ما جمع الكميت. وقيل كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر: كان خطيب بني أسد. وفقيه الشيعة. وحافظ القرآن. وكان كاتبا حسن الخط. وكان نسابة. وكان جدليا وهو أول من ناظر في التشيع مجاهرا بذلك.
وكان راميا لم يكن في بني أسد أرمى منه. وكان فارسا وكان شجاعا وكان سخيا دينا.
قال الجاحظ: ما فتح للشيعة الحجاج إلا الكميت بقوله:
فإن هي لم تصلح لحي سواهم * فإن ذوي القربى أحق وأوجب يقولون لم يورث ولولا تراثه * لقد شركت فيها بكيل وأرحب
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست