الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٤٩
نشوان من خمر الصبا لا يسمع * الشكوى ويصغي للوشاة فيقبل (1) متلون متغير متعتب * متعنت متمنع متدلل إن قلت مت من الصبابة قال لي * ظلما وأي صبابة لا تقتل أو قلت قد طال العذاب يقول لي * ما سوف تلقى من عذابك أطول قسما بترب نعاله فمحا جري * أبدا بغير غباره لا تكحل وصعيد بين حله فركائبي * تسعى به دون البيوت وترمل (2) لأخالفن عواذلي لو أنه * مما يظل على هواه ويعدل (3) ولأهتكن على الهوى ستر الحيا * إن الفضيحة في المحبة أجمل يصفر وجهي حين أنظر وجهه * خوفا فيدركه الحياء فيخجل فكأنما بخدوده من حمرة * ظلت إليها من دمي تتحول (4)

1 استعار للصبا لفظ الخمر لأن الصبا لا يحمل الهموم ولا يفكر في العواقب غالبا ويصغي يميل سمعه، والنشوان السكران، والوشاة جمع واش وهو النمام.
2 الصعيد التراب والركائب جمع ركوبة وهي ما يركب جعل بيت محبوبه هو الذي يسعى به ويرمل دون الصفا والمروة وهذا على طريق المبالغة والرمل السرعة في المشي وهو الهرولة بين الصفا والمروة.
3 أي لا خالفن كل من يعذلني فيه ولو كان هو الذي يعذلني على نفسه لخالفته وهو أعز الناس علي فكيف أطيع غيره.
4 الحمرة تحدث من الحياء والصفرة من الخوف فقال إني إذا قابلت وجه المحبوب أصفر وجهي من الخوف واحمر وجهه من الحياء خجلا مني فكأن دمي الذي ذهب من وجهي بالخوف انتقل إلى وجهه بالخجل وهذا المعنى من أملح المعاني.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست