الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٦٤
الحسين. فقال: إني قد مدحتك بما أرجو أن يكون لي وسيلة عند رسول الله صلى الله عليه وآله ثم أنشده قصيدته: من لقلب متيم مستهام.
فلما أتى على آخرها قال له ثوابك نعجز عنه ولكن ما عجزنا عنه فإن الله لا يعجز عن مكافأتك وأراد أن يحسن إليه فقال له إن أردت أن تحسن إلي فادفع إلي بعض ثيابك التي تلي جسدك أتبرك بها فنزع ثيابه ودفعها إليه ثم قال: اللهم إن الكميت جاد في آل رسول الله وذرية نبيك بنفسه حين ظن الناس وأظهر ما كتمه غيره من الحق فأحيه وأمته شهيدا وأره الجزاء عاجلا فإنا قد عجزنا عن مكافأته. قال: الكميت ما زلت أعرف بركة دعائه.
وفاته رحمه الله تعالى:
وتوفي في خلافة مروان بن محمد سنة ست وعشرين ومائة وكان السبب في موته أنه مدح يوسف بن عمر بعد عزل خالد القسري عن العراق. فلما دخل عليه أنشده مديحه معرضا بخالد وكان الجند على رأس يوسف متعصبين لخالد فوضعوا سيوفهم في بطنه. وقالوا: أتنشد الأمير ولم تستأمره فلم يزل ينزف الدم منه حتى مات. وكان مبلغ شعره حين مات خمسة آلاف ومائتين وتسعة وثمانين بيتا. وروى عن المستهل ابن الكميت أنه قال: حضرت أبي عند الموت وهو يجود بنفسه ثم أفاق ففتح عينيه، ثم قال: اللهم آل محمد. اللهم آل محمد. اللهم آل محمد.
ثلاثا رحمه الله تعالى.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 » »»
الفهرست