المصابيح في إثبات الإمامة - حميد الدين الكرماني - الصفحة ٦٠
يكون إلا من فاعل، وجب كون فاعل يفعل الرسوم (1) ويرسمها، ويأمر وينهى، ويجري بالبشر على قضاياه، والفاعل هو المؤيد من جهة الله تعالى المطاع. إذا الرسالة واجبة.
البرهان السابع: لما كان كل نوع من الأنواع الواقعة تحت كل جنس يتناهى في نوعيته إلى ما هو أشرف من سائره، ويكون هو المقدم عليها، والرئيس لها بتخصيص الله تعالى إياه بالفضيلة كأنواع المعدنيات التي تناهت فيما كان يذوب وينطرق إلى الذهب، وفيما كان حجرا لا يذوب ولا ينطرق إلى الياقوت، وكأنواع النبات التي تناهت فيما كان من الحبوب المغذية إلى الحنطة، وفيما كان من الثمار إلى الثمرة.
وكان البشر نوعا من أنواع الحيوان، وجب أن يتناهى إلى ما هو أشرف من سائرهم، وأعلم من جماعتهم، وهو رئيسهم بتخصيص الله تعالى إياه بالفضيلة كغيره في كل نوع، والمتناهي إليه هو من يكون مؤيدا من الله تعالى بما يوحي إليه، المؤيد هو الرسول. إذا الرسالة واجبة.

(1) في (ع) الرسول.
(٦٠)
مفاتيح البحث: القمح، الحنطة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست