كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ٤٧
آويته. ولكنه جاءني مستجيرا فاستحييت (1) من رده وأخذني من ذلك ذمام (2)، فأما إذا قد علمت فخل سبيلي حتى أرجع إليه وآمره أن يخرج من داري فيذهب حيث شاء. فقال [ابن] (3) زياد: لا والله ما تفارقني أو تأتيني (4) بمسلم بن عقيل.
فقال (5): إذا والله لا آتيك به أبدا! آتيك بضيفي! فقال: والله لا تفارقني حتى تأتي به! فقال: والله لا كان ذلك أبدا. قال فتقدم (6) مسلم بن عمرو الباهلي وقال:
أصلح الله الأمير! ائذن لي في كلامه! فقال: كلمه بما أحببت ولا تخرجه من القصر. قال: فأخذ مسلم بن عمرو (7) بيد هانئ فنحاه ناحية ثم قال: ويلك يا هذا! أنشدك بالله أن تقتل نفسك أو تدخل البلاء على عشيرتك في سبب مسلم بن عقيل، يا هذا! سلمه إليه فإنه لن يقدم عليه بالقتل أبدا. وأخرى فإنه سلطان، و ليس عليك في ذلك عار (8) ولا منقصة. قال هانئ: بلى والله علي في ذلك من أعظم العار أن يكون مسلم في جواري وضيفي وهو رسول ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم وعلى آله) وأنا حي صحيح الساعدين كثير الأعوان، والله لو لم أكن إلا وحدي - لكن وأنا كثير الأعوان - لما سلمته إليه أبدا حتى أموت. قال: فرده مسلم بن عمرو (9) وقال: أيها الأمير! إنه قد أبى أن يسلم مسلم بن عقيل أو يقتل.
قال: فغضب ابن زياد وقال: والله! لتأتيني به أو لأضربن عنقك. فقال: إذا والله تكثر البارقة (10) حول دارك. فقال له [ابن] (11) زياد: أبالبارقة (12) تخوفني؟ ثم أخذ قضيبا كان بين يديه فضرب (13) به وجه هانئ، فكسر به وجهه وأنفه وشق حاجبه.

(١) عن الطبري، وبالأصل: فاستحيت.
(٢) بالأصل: في الذمام، وما أثبت عن الطبري.
(٣) سقطت من الأصل.
(٤) الطبري: حتى تأتيني.
(٥) في الأخبار الطوال: أو يحمل بي أن أسلم ضيفي وجاري للقتل؟ والله لا أفعل ذلك أبدا.
(6) في الطبري: فلما كثر الكلام بينهما قام مسلم...
(7) عن الطبري، بالأصل: عمير خطأ.
(8) الطبري: مخزاة.
(9) عن الطبري، وبالأصل: عمير خطأ.
(10) عن الطبري، وبالأصل: " الأبارقة " والبارقة: السيوف على التشبيه.
(11) سقطت من الأصل.
(12) عن الطبري، وبالأصل: بالأبارقة.
(13) في الطبري: فاستعرض وجهه بالقضيب، فلم يزل يضرب أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه، وسيل الدماء على ثيابه ونثر لحم خديه وجبينه على لحيته حتى كسر القضيب.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169