سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٤ - الصفحة ٢٢١
* (أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب) * وكان ممشاهم إلى أبي طالب لما لقوا من عمر وسمعوا منه 325 نا أحمد نا يونس عن محمد بن إسحاق قال فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكذيبهم بالحق قال لقد دعوت قومي إلى أمر ما اشتططت في القول فقال عمه أجل لم تشتط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك وأعجبه قول عمه يا عم بك علي كرامة ويدك عندي حسنة ولست أجد اليوم ما أجزيك به غير أني أسئلك كلمة واحدة تحل لي بها الشفاعة عند ربي أن تقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له تصيب بها الكرامة عند الممات فقد حيل بينك وبين الدنيا وتنزل بكلمتك هذه الشرف الأعلى في الآخرة فقال له عمه والله يا بن أخي لولا أن ترى قريش انما ذعرني الجزع وتعهدك بعدي سبة تكون عليك وعلى بني أبيك غضاضة لقلت الذي تقول وأقررت بها عينك لما أرى من شدة وجدك ونصحك لي ثم إن أبا طالب دعا بني عبد المطلب فقال إنكم لن تزالوا بخير ما سمعتم قول محمد واتبعتم أمره فاتبعوه وصدقوه ترشدوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك تأمرهم بالنصيحة وتدعها لنفسك فقال له عمه أجل لو سألتني هذه الكلمة وأنا صحيح لها لاتبعتك على الذي تقول ولكني أكره الجزع عند الموت وترى قريش أني أخذتها عند الموت وتركتها وأنا صحيح فأنزل الله تعالى * (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين) *
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 » »»