مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٥٤
وجهها وكفيها - اذن كان يريد ان يرى غيرهما مما لا تظهره المرأة الا في المنزل وهو ما يحتاج لمن يريد ان يطلع عليه إلى التخبؤ لأنها لو فطنت إليه لخبأته عنه هذه الاجزاء المستورة هي ما عبر عنها جابر: حتى رأيت (ما دعاني إلى نكاحها) فلما أعجبته تزوجها.
ولم تكن (التجاوزات) مقصورة على مشاهير الصحابة ممن ذكرنا بعضهم على سبيل المثال بل تعدتهم إلى صحابيات معروفات. بل ومقربات إلى محمد:
- (عن عبد الرحمن بن أبي رافع ان أم هاني بنت أبي طالب خرجت متبرجة قد بدا قرطاها فقال لها عمر بن الخطاب: اعملي فان محمدا لا يغنى عنك شيئا فجاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال رسول الله - ص -: ما بال أقوام يزعمون أن شفاعتي لا تنال أهل بيتي... تنال حاوحكم) (68). حاوحكم قبيلتان. ان تبرج أم هانئ بنت أبي طالب أخت على وبنت عم محمد أفزع عمر بن الخطاب حتى لفت نظرها إلى أن محمدا لا يغنى عنها شيئا أي يوم الحساب فتشكوه إلى محمد - فيصرح محمد بان له شفاعة أكيدة يوم القيامة وان أول من تنالهم هم أهل بيته أي بنى هاشم فهو لم ينف واقعة تبرجها ولم يخطئ ابن الخطاب في لفت نظرها إلى ذلك ولكنه اخذ عليه انكاره شفاعته وانها ستشمل بنى هاشم وأم هانئ منهم ان تبرج أم هانئ مغفور لها بالشفاعة المحمدية.
ولكن ما الذي يدعو أم هانئ وهي من هي إلى التبرج؟ انها بلا شك ضواغط (مجتمع يثرب).
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست