رسول الله بعد إرسال أبي بكر وعمر: لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرارا غير فرار فاطلع المسلمون وترقبوا بفارغ الصبر من يكون هذا البطل العظيم الذي وصفه رسول الله بهذا الوصف الباهر العظيم، وكل منهم يتمنى لو يكون هو حتى أبو بكر وعمر كما صرحا بعد ذلك أنهما كانا يتمنيان لو كانا هما الفاتحين، وانقضى ذلك اليوم وصار الصباح وقد نفد صبر المنتظرين وكل شئ ربما يخالجهم سوى ان يكون في هذه المرة أيضا بطلها المرموق هو نفسه علي، فصاح رسول الله: أين أخي ووزيري علي بن أبي طالب، فقالوا: انه أرمد، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) علي به، وهم يتطلعون وإذا برسول الله يشفي عينيه بريقه، ويعطيه الراية ويأمره بفتح خيبر، وإذا به كعادته في كل مرة يهجم على القوم ويقتل شجعانهم وفي مقدمتهم مرحب واخوته فيفرون إلى القلعة المحصنة العظيمة ببابها الهائلة الكبيرة التي ينوء بفتحها الرجال، وإذا به يقتلعها ويهجم بجيشه داخل الحصن ويفتح الله على يديه ذلك الحصن وأهم قلاع اليهود. وبهذا يقضون عليهم القضاء المبرم. وبعدها تعال معي مرة لترى مقدرة أبي بكر في الجهاد وبلاءه، ومثله صاحبه لنقيس سوابقه التي ذكرناها وبعدها ترى جهاده وتقارنه هو وصاحبه بجهاد علي وبلائه في الحروب.
5 - والذي يتتبع حربه الأخرى في الحجاز واليمن وحده أو مع رسول الله يجد عظمته وتفاديه العديم النظير.
6 - يوم حنين وقد مر ذكره في محاجة المأمون بصورة مقتضبة وفيها أيضا نجد عظمة علي وكيف كان له القدح المعلى في الذب عن رسول الله دون جميع الصحابة خصوصا أبا بكر وعمر اللذين كانا من جملة الهاربين، وعلي وحده الذي كان يذب عن رسول الله ويحميه، أيها القارئ أنصف وقارن وانظر واحتسب فالله عليك رقيب، وقل الحق فيمن غصبه حقه وظلم الأمة الاسلامية إذ حرمها من عدله وإخلاصه وعلمه، ولم يكتف بالغصب حتى ولاها بعده ألد أعداء الاسلام من