صلب زيد يقول بعض شعراء بني أمية وهو الحكم الحكيم بن العباس الكلبي يخاطب آل أبي طالب وشيعتهم من أبيات:
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة * ولم أر مهديا على الجذع يصلب اه وبعد البيت:
وقستم بعثمان عليا سفاهة * وعثمان خير من علي وأطيب وفي البحار ان الصادق ع لما بلغه قول الحكم رفع يديه إلى السماء وهما يرعشان فقال اللهم ان كان عبدك كاذبا فسلط عليه كلبك فبعثه بنو أمية إلى الكوفة فبينما هو يدور في سككها إذ افترسه الأسد واتصل خبره بجعفر فخر لله ساجدا ثم قال الحمد لله الذي أنجزنا ما وعدنا. ورواه ابن حجر أيضا صواعقه. وقد نظم المؤلف قصيدة في الرد على الحكيم الكلبي وتوجد في القسم الأول من الرحيق المختوم ونورد هنا شيئا منها أولها:
لقد لامني فيك الوشاة وأطنبوا * وراموا الذي لم يدركوه فخيبوا أرقت وقد نام الخلي ولم أزل * كأني على جمر الغضى أتقلب عجبت وفي الأيام كم من عجائب * ولكنما فيها عجيب واعجب تفاخرنا قوم لنا الفخر دونها * على كل مخلوق يجئ ويذهب وما ساءني الا مقالة قائل * إلى آل مروان يضاف وينسب صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة * ولم أر مهديا على الجذع يصلب فان تصلبوا زيدا عنادا لجده * فقد قتلت رسل الاله وصلبوا وإنا نعد القتل أعظم فخرنا * بيوم به شمس النهار تحجب فما لكم والفخر بالحرب انها * إذا ما انتمت تنمى إلينا وتنسب هداة الورى في ظلمة الجهل والعمى * إذا غاب منهم كوكب بان كوكب كفاهم فخارا ان احمد منهم * وغيرهم ان يدعوا الفخر كذبوا وفي أمالي الصدوق في الحديث الثاني من المجلس 62 حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه هن محمد بن أبي عمير عن حمزة بن حمران دخلت إلى الصادق جعفر بن محمد ع فقال لي يا حمزة من أين أقبلت قلت من الكوفة فبكى حتى بلت دموعه لحيته فقلت له يا ابن رسول الله ما لك أكثرت البكاء قال ذكرت عمي زيدا وما صنع به فبكيت فقلت له وما الذي ذكرت منه فقال ذكرت مقتله وقد أصاب جبينه سهم فجاء ابنه يحيى فانكب عليه وقال له ابشر يا أبتاه فإنك ترد على رسول الله وعلى فاطمة والحسن والحسين ص قال اجل يا بني ثم دعي بحداد فنزع السهم من جبينه فكانت نفسه معه فجئ به إلى ساقية تجري عند بستان زائدة فحفر له فيها ودفن واجري عليه الماء وكان معهم غلام سندي لبعضهم فذهب إلى يوسف بن عمر من الغد فأخبره بدفنهم إياه فأخرجه يوسف بن عمر فصلبه في الكناسة أربع سنين ثم امر به فاحرق بالنار وذري في الرياح فلعن الله قاتله وخاذله والى الله جل اسمه أشكو ما نزل بنا أهل بيت نبيه بعد موته وبه نستعين على عدونا وهو خير مستعان.
قال المفيد في الارشاد ولما قتل زيد بلغ ذلك من أبي عبد الله ع كل مبلغ وحزن له حزنا شديدا عظيما حتى بان عليه وفرق من ماله على عيال من أصيب مع زيد من أصحابه ألف دينار. وفي أمالي الصدوق في الحديث 13 من المجلس 54 حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن عبد الرحمن بن سيابة قال دفع إلي أبو عبد الله الصادق جعفر بن محمد ألف دينار وأمرني ان اقسمها في عيال من أصيب مع زيد بن علي فقسمتها فأصاب عبد الله بن الزبير أخا فضيل الرسان أربعة دنانير وفي عمدة الطالب روى الشيخ أبو نصر البخاري عن محمد بن عمير عن عبد الرحمن بن سيابة قال أعطاني جعفر بن محمد الصادق ألف دينار وأمرني ان أفرقها في عيال من أصيب مع زيد فأصاب كل رجل أربعة دنانير.
قال أبو الفرج: ووجه يوسف برأسه إلى هشام مع زهرة بن سليم فلما كان بمضيعة ابن أم الحكم ضربه الفالج فانصرف واتته جائزته من عند هشام.
وفي معجم البلدان ج 8 ص 77 عند الكة لام على مصر: وعلى باب الكورتين مشهد فيه مدفن رأس زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتل بالكوفة واحرق وحمل رأسه فطيف به الشام ثم حمل إلى مصر فدفن هناك وفي عمدة الطالب قال الناصر الكبير الطبرستاني لما قتل زيد بعثوا برأسه إلى المدينة ونصب عند قبر النبي ص يوما وليلة اه. هذا رأس ولدك الذي قتلناه بمن قتل منا يوم بدر نصبناه عند قبرك. وروى أبو الفرج باسناده عن الوليد بن محمد الموقري كنت مع الزهري بالرصافة فسمع أصوات لعابين فقال لي انظر ما هذا فأشرفت من كوة في بيته فقلت هذا رأس زيد بن علي فاستوى جالسا ثم قال أهلك أهل هذا البيت العجلة فقلت له أويملكون قال حدثني علي بن حسين عن أبيه عن فاطمة ان رسول الله ص قال لها المهدي من ولدك.
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده عن الوليد بن محمد الموقري قال كنا على باب الزهري إذ سمع جلبة فقال ما هذا يا وليد فنظرت فإذا رأس زيد يطاف به بيد اللعابين فأخبرته فبكى وقال أهلك أهل هذا البيت العجلة قلت ويملكون قال نعم حدثني علي بن الحسين عن أبيه ان رسول الله ص قال لفاطمة أبشري المهدي منك اه وأقول ما أهلك أهل هذا البيت العجلة ولا نفعهم الابطاء وانما أهلكهم يوم معلوم مشهور كان السبب الأول لغصب حقوقهم وسفك دمائهم وان يحكم فيهم من لهم الحكم فيه ومن اجله دفنت الزهراء سرا وفيه قتل علي بن أبي طالب لا في التاسع عشر من شهر رمضان وفيه سم الحسن وفيه أصيب الحسين كما قال القاضي ابن أبي قريعة لا في يوم عاشورا وفيه قتل زيد وابنه يحيى وعبد الله بن الحسن وأهل بيته والحسين صاحب فخ وسائر آل أبي طالب.
قال أبو الفرج: وامر يوسف بن عمر بزيد فصلب بالكناسة عاريا وصلب معه من أصحابه معاوية بن إسحاق وزياد النهدي ونصر بن خزيمة العبسي ومكث مصلوبا أربع سنين إلى أيام الوليد بن يزيد سنة 126 وفي رواية ان الفاختة عششت في جوفه فلما ظهر يحيى بن زيد كتب الوليد إلى يوسف اما بعد فإذا اتاك كتابي هذا فانظر عجل أهل العراق فاحرقه وانسفه في اليم نسفا والسلام فامر يوسف عند ذلك خراش بن حوشب فأنزله من جذعه فأحرقه بالنار ثم جعله في قواصر ثم حمله في سفينة ثم ذراه في الفرات اه.
وقال المسعودي: ذكر أبو بكر بن عياش وجماعة ان زيدا مكث مصلوبا خمسين شهرا عريانا فلم ير له أحد عورة سترا من الله له وذلك بالكناسة بالكوفة فلما كان في أيام الوليد بن يزيد بن عبد الملك وظهر ابنه يحيى بن زيد بخراسان كتب الوليد إلى عامله بالكوفة ان أحرق زيدا بخشبته ففعل به ذلك وأذرى في الرياح على شاطئ الفرات قال ابن عساكر