نوبخت كان شيخ المتكلمين من أصحابنا وغيرهم له جلالة في الدين والدنيا يجري مجرى الوزراء في جلالة الكتاب. وقال الشيخ الطوسي في الفهرست إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت أبو سهل كان شيخ المتكلمين من أصحابنا ببغداد ووجههم متقدم النوبختيين في زمانه وقال ابن داود شيخ المتكلمين من أصحابنا ببغداد حسن التصنيف. وفي الخلاصة في القسم الأول كان شيخ المتكلمين من أصحابنا ببغداد ووجههم متقدم النوبختيين في زمانه له جلالة في الدين والدنيا يجري مجرى الوزراء صنف كتبا كثيرة ذكرناها في الكتاب الكبير انتهى وقال ابن النديم في فهرسته:
أبو سهل النوبختي أبو سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت من كبار الشيعة وكان أبو الحسن الناشي يقول إنه أستاذه وكان فاضلا عالما متكلما وله مجلس يحضره جماعة من المتكلمين انتهى ويفهم من قول النجاشي يجري مجرى الوزراء في جلالة الكتاب انه كان له مقام رفيع في الدولة العباسية يقرب من مقام الوزارة. وعن تاريخ الذهبي انه كان كاتبا بليغا وشاعرا انتهى وقال ابن خلكان في ترجمة علي بن عبد الله الناشي انه كان متكلما بارعا اخذ علم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت المتكلم وكان من كبار الشيعة وله تصانيف كثيرة انتهى عن الشهرستاني في الملل والنحل ان أبا سهل إسماعيل بن علي النوبختي معدود في أجلاء رجال الشيعة الإمامية ومصنفيهم. وفي لسان الميزان إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت النوبختي البغدادي كان من وجوه المتكلمين من أهل الاعتزال وذكره الطوسي في شيوخ المصنفين من الشيعة وذكر له من التصانيف وعدد جملة منها اخذ عنه أبو عبد الله بن النعمان المعروف بالمفيد شيخ الشيعة في زمانه وغيره انتهى وقوله من أهل الاعتزال مبني على الخلط بين عقائد الإمامية والمعتزلة للتوافق في بعض الأصول كما بيناه في غير موضع. وفي كتاب خاندان نوبختي ما ترجمته: أبو سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل نوبخت من أكابر علماء ووجهاء الشيعة الإمامية ومن مبرزي متكلمي هذه الطائفة وله تصانيف مهمة في تأييد هذا المذهب وبسبب مقامه العلمي وشؤونه الدنيوية يعد أشهر آل نوبخت وهو ابن أخت أبي محمد حسن بن موسى النوبختي مؤلف كتاب فرق الشيعة وكتاب الآراء والديانات انتهى.
وكان في عصر البحتري وابن الرومي وللبحتري مدائح فيه وفي ابنه إسحاق وابن الرومي قد ربي على خوان بني نوبخت لا سيما أبو سهل واخوه أبو جعفر محمد كما أشار اليه المسعودي في مروج الذهب بقوله كان ابن الرومي الأغلب عليه من الأخلاط السوداء وكان شرها نهما وله اخبار تدل على ما ذكرناه من هذه الجملة مع أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي وغيره من آل النوبخت انتهى وقد اكتسب بمعاشرة هؤلاء الشعراء قوة في الشعر والأدب وعن كتاب اخبار أبي نواس ان جملة من اخبار أبي نواس مروية عنه. وبالجملة فهو في زمانه من أكابر متكلمي الشيعة ومشاهيرهم ورؤساء الشيعة ومن الشعراء والمصنفين المكثرين خصوصا في تأييد مذهب الشيعة والرد على مؤلفات مخالفيهم فله في ذلك كتب كثيرة كما ستعرف عند ذكر مؤلفاته وله مباحثات ومناظرات مع أبي علي الجبائي أحد أركان المعتزلة في عدة مجالس بالأهواز وكذلك له مجالس مع الحكيم الرياضي المعروف ثابت بن قرة الصابي وكلاهما مدون في كتاب يذكر في عداد مؤلفاته وحسبك بمن يعتني المفيد بكتبه حتى يقرأها النجاشي عليه كما يأتي عند تعداد كتبه ان النجاشي قرأ كتاب التنبيه منها على المفيد. وله مقام في ديوان الخلافة يقرب من مقام الوزارة ونفوذ تام في الدولة ومع ذلك فاشتهاره إنما كان باشتغاله بعلم الكلام واحتجاجه على من خالف الامامية. وتدل مدائح البحتري فيه وفي ولده إسحاق وحفيده أبي الفضل يعقوب وفي آل نوبخت عموما على جلالتهم لا سيما المترجم وعلى نفوذهم وتقدمهم في الدولة وانهم من أجلاء الكتاب وان أجدادهم كانوا معروفين بالشجاعة والفروسية في عهد الأكاسرة مثل جوذرز وبيب ويأتي بعض مدائح البحتري فيه وفي آل نوبخت في آخر الترجمة كما يدل على ذلك أيضا مدح ابن الرومي لهم ويأتي عند ذكر شعر المترجم.
حاله في الوثاقة ذكره العلامة في الخلاصة في القسم الأول المعد للثقات وعن الشيخ عبد النبي الجزائري في كتابه الحاوي الأقوال في معرفة الرجال انه عده في الثقات قائلا بعد نقل عبارتي النجاشي والفهرست ان الأوصاف المذكورة فيهما تفيد التوثيق وزيادة انتهى وقال المحقق البهبهاني في التعليقة علم عليه المجلسي في الوجيزة علامة الحسن ح وفيه ان مثله لا يحتاج إلى النص على توثيقه على أن ما ذكر فيه زاد على التوثيق انتهى وقال أبو علي في رجاله ان التوثيق مأخوذ فيه مضافا إلى العدالة الضبط فلعله لم يكن ضابطا انتهى ويكفي في ضبطه قول ابن داود حسن التصنيف وقول الشيخ والنجاشي والعلامة صنف كتبا كثيرة مع سكوتهم عن كونه مخلطا ويكفي في وثاقته انه كان في نفوس الناس في زمانه انه كان ينبغي ان يكون هو ولي السفارة عن الامام الغائب دون الحسين بن روح لما يأتي من رواية الشيخ في كتاب الغيبة انه سئل كيف صار هذا الامر إلى الحسين بن روح دونك.
أحواله قال الشيخ في كتاب الغيبة: قال ابن نوح: سمعت جماعة من أصحابنا بمصر يذكرون ان أبا سهل النوبختي سئل فقيل له: كيف صار هذا الامر يعني السفارة إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح دونك فقال هم أعلم وما اختاروه ولكن انا رجل ألقى الخصوم وأناظرهم ولو علمت بمكانه كما علم أبو القاسم وضغطتني الحاجة لعلي كنت أدل على مكانه وأبو القاسم فلو كان الحجة تحت ذيله وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه أو كما قال انتهى. وروى الشيخ في كتاب الغيبة أيضا ان أبا سهل إسماعيل بن علي النوبختي كان من جملة وجوه الشيعة وأكابرهم الذين اجتمعوا إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري فسألوه عمن يكون مكانه فقال الحسين بن روح ويأتي الخبر بتمامه في ترجمة الحسين بن روح.
وعن تاريخ الوزراء انه لما استوزر المقتدر حامد بن العباس سنة 306 ثم عزله سنة 311 وأعاد أبا الحسن علي بن محمد بن الفرات إلى الوزارة في الدفعة الثالثة وكان حامد في وزارة محمد بن يحيى بن عبيد الله بن خاقان قد ضمن خراج واسط ولم يؤد المال عين ابن الفرات أبا العلاء محمد بن علي البزوفري وأبا سهل إسماعيل بن علي النوبختي لمحاسبة حامد ومطالبته بالمال فذهبا إلى واسط فطالبه أبو سهل بطريقة الكتاب ورفق به وخشن عليه البزوفري وعاقبه ومع ذلك لم يقدر على اخذ المال منه فأرسل الخليفة جماعة من الخدم والعسكر تقوية للبزوفري وأبي سهل ففر حامد من واسط متخفيا وجاء إلى بغداد فقبض عليه الخليفة ومات مسموما في هذه السنة.