مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ١ - الصفحة ٢٠٧
يغطون فيه ويتبرم من السكينة التي تلف الحياة وتكتنفها والتي تحتاج إلى انسام تنعش الروح وتمدها برعشات الفكر المستنير وترفدها بنبض حي قوي ولكن من يحرك مواطنيه ويوقظهم من غفوتهم:
فمن ينبه قومي * ويستثير العزائم ومن يفيق إذا ما * كان المنبه نائم هيهات ينجح شعب * يرى التكاسل حزما ايبصر النور قوم * وقائد القوم أعمى وقد عالج الترجمة، وكانت جل ترجماته لشاعر الهند " طاغور "، كما ترجم قصصا لموباسان.
وهكذا فقد كتب المقالة والقصة والقصيدة ومارس الترجمة وبرغم الظروف القاسية التي مرت به فيما بعد. فلم يتوقف عمله الأدبي عند منتصف الطريق ولم ينغلق ضمن اطار محدود، ولم يصب أسلوبه بالتكرار سواء في مواضيعه أو لغته أو مضامينه.
وكان أسلوبه متميزا في مختلف المواضيع التي طرقها، ويشف عن روح شاعرية سواء في مقالاته أو قصصه أو تراجمه ناهيك عن قصائده، ويتسم بميسم رومانتيكي وينم عن حسن مرهف تجاه الكلمة ووظيفتها الفنية في النص الأدبي.
فأسلوبه النثري ينأى عن العبارات التقريرية الصحفية التي تصوغ الفكرة بشكل مكرر، خال من الروح الفنية، فهو يحلق بالكلمة في دنيا الابداع فتتفتح قوتها الداخلية وتكتسي بظلال شعرية وتتكشف نضارتها وليونتها، وبذلك تنتعش الكلمة مفعمة بعبق الشعر وعذوبته باعثة في النفس الجمال والدف ء والدهشة.
أغنت فترة دراسته في النجف معلوماته وفتحت امكاناته الفكرية والفنية وأبرزت شخصه على مسرح الحياة الاجتماعية والأدبية، وكانت بمثابة الأساس الصلب الذي استند اليه وانطلق منه ليشق طريقه في مجاهل الدنيا ومضاربها، بعد قضاء ما ينيف على اربع عشرة سنة في الدراسة حصل فيها على أعلى ما يحصل عليه طالب من الإجازات العلمية.
ولقد كانت النجف في تلك الآونة مركزا للاشعاع الفكري، فقد ازدهرت فيها الحياة الثقافية وشهدت صدور العديد من الجرائد والمجلات مثل (الهاتف) و (الحضارة) و (البيان) و (الغري) وغيرها، ورفدت العراق برعيل من المؤلفين و الأدباء والشعراء والسياسيين والأساتذة نذكر منهم على سبيل المثال:
الشيخ محمد رضا الشبيبي واخاه الشيخ باقر والجواهري والشرقي والخليلي وسعد صالح.
سنة 1936 م كانت حاسمة في حياة محمد شرارة فبعد أن بلغ ما بلغ في دراسته النجفية قرر السير في طريق جديد، وكان قد تجنس بالجنسية العراقية فعين في وزارة المعارف أستاذا للأدب العربي في ثانويات العراق فتنقل بين الناصرية وكربلا وأربيل والحلة حتى استقر به المقام في بغداد في أواسط عشر الأربعين. ولم تنقطع صلته بالحياة الثقافية بالنجف واستمر ينشر في مجلتي الحضارة والهاتف ويساهم في معالجة المشاكل الفكرية والأدبية. (1) وفي العام 1948 بدأت الانتفاضات الشعبية على الوضع القائم، وكانت له مشاركات فعالة في ذلك فاعتقل في كانون الثاني 1949 وظل معتقلا زهاء الشهرين ثم فصل من وظيفته وحاول في هذه الفترة المساهمة في بعض الأعمال التجارية، ولكنه لم يخلق لذلك، وحسب الناس كلهم مثله أمانة واخلاصا فاختلسه شركاؤه وسعى إلى أن وجد عملا في احدى المدارس الأهلية وفي العام 1952 م قامت المظاهرات وأعلنت الاحكام العرفية فكان محمد شرارة فيمن اعتقلوا وقدموا إلى المحاكمة فحكم عليه بالسجن سنة واحدة. وبعد انقضائها كان مجال العمل أمامه في العراق معدوما فذهب إلى لبنان سنة 1954 وقام بالتدريس في احدى المدارس الأهلية وظل يواصل الكتابة والنشر حتى العام 1958 حين قامت حركة 14 تموز فعاد إلى العراق وأعيدت إليه حقوقه في مجال عمله وعاد إلى التدريس والكتابة ولكن الحكم الذي تلا 14 تموز لم يكن هو الحكم الذي كان يطمح إليه محمد شرارة وغيره من المخلصين، فلم يلبث أن قبض عليه وحكم بالسجن ثلاثة أشهر. فكان ان عاد العام 1961 إلى لبنان. وفي العام 1962 دعي لتدريس اللغة العربية في جامعة بكين في الصين، وعند ما وصل إلى بكين تبين له ان عمله سيكون الترجمة في مجلة (بناء الصين)، فلم يلبث في هذا العمل سوى بضعة شهور حيث كان لا يرتضي ترجمة بعض المواضيع الذي كان يرى أنها لا تتفق مع تفكيره فترك عمله وسافر إلى الاتحاد السوفيتي في مطلع العام 1963 وكان يتوقع ان يجد عملا تدريسيا هناك فلم يتيسر له ذلك فسافر إلى لبنان وبقي فيه حتى العام 1968 مارس خلال ذلك التدريس والكتابة والترجمة ونظم الشعر، ثم عاد إلى العراق وظل فيه حتى السنة 1974 حيث عاد إلى لبنان وسكن في بلدته الأولى بنت جبيل، ولكن قيام احداث سنة 1975 في لبنان اضطرته إلى العودة إلى العراق صيف سنة 1976 وهناك توفرت له أسباب الكتابة والمطالعة بعد أن كانت قد خفت عنه الأعباء العائلية بتخرج أبنائه وبناته من الجامعات وشقهم طرقهم بنجاح في الحياة العامة، فاحتضنته ابنته الدكتورة حياة حتى وفاته، حيث عاش عندها ثلاث سنوات اخرج فيها - كما يعتقد هو - خير مقالاته.
كان كما قيل عنه بحق: " كان محمد شرارة عالما كاملا من العطاء والمعارف والمعلومات والصلابة الفكرية والثبات في الشدائد والنقاء الروحي و الخلقي، لقد توارى ذلك العالم وانطوى من الوجود ولكنه أبقى لنا عالمه الأدبي الذي بناه وشيده لبنة لبنة على مدى نصف قرن ". (2) وبعد وفاته أخرجت له ابنته الدكتورة حياة كتابه (المتنبي بين البطولة والاغتراب) كما جمعت بعض مقالاته في كتاب أسمته (نظرات في تراثنا القومي). كما جمعت له ديوانا شعريا لم ندر إن كان قد طبع بعد ذلك أم لا.
وكان قد كتب مقالاته تحت عناوين شتى منها: " من صور الحياة " " نهلات طائر " " صور واخلاق " " في الأدب والحياة " " مع العرب في الجوانب العليا من الأخلاق " " نساء ومواقف " " نظرات في تراثنا القومي " " من تراثنا الشعري " " الكلمة و البناء الشعري ". وكان يزمع إصدار كتب تحت بعض هذه العناوين مثل " نساء و مواقف " و " تأملات في الأدب والحياة "، ولكنه لم يستطع تحقيق ما يصبو إليه، وأتم فقط كتابه عن المتنبي.
شعره ما ننشره له هنا من الشعر هو ما اطلعنا عليه منشورا في أوقات متباعدة في مجلة العرفان:

(1) المتنبي بين البطولة والاغتراب.
(2) المصدر السابق.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة - آتش حيدر علي فيضي - آصف الدولة - إبراهيم شرارة 5
2 إبراهيم العلوي بن حسين - إبراهيم مجتهد - أبو الحسن شمس آبادي - أبو الفضل الطهراني - أحمد القزويني بن السيد حميد 10
3 أحمد آل كاشف الغطاء - السيد أحمد الخونساري - أبو العلاء المعري 12
4 أحمد بن منير الطرابلسي 15
5 إسماعيل الصفوي 18
6 أفضل الدين الكاشاني 19
7 أسامة بن منقذ - انشاء الله خان - أنيس 21
8 باقر كاشف الغطاء - باقر أمين الورد - باقر سماكة بن الشيخ محمد - باقر عبد الغني - بدران المزيدي 22
9 البرسيين - بزرك أبو الحسن علوي 23
10 تقي الشيخ راضي - توفيق الفكيكي - جابر الشكري بن عزيز - جرأت - جعفر الخليلي 24
11 جعفر همدر 25
12 جواد علوش - جون 28
13 حبيب بن محمد - حسن علي نجابت - حسين الخادمي - ابن سينا 30
14 حسين القزويني 35
15 حسين معتوق - أبو نواس الحسن بن هاني 36
16 حسن البحراني 40
17 الحسين بن نما الحلي 41
18 حيدر الآملي 42
19 حيدري - خضر المهراني - خضر الطائي - الخطاطون في العهد الصفوي 43
20 الخليل الفراهيدي 46
21 خليل مغنية 47
22 خليل ياسين 48
23 دبير - دبيس المزيدي - دعبل الخزاعي 50
24 رجل من بني ليث - ذو فقار الدولة - راضي آل ياسين 51
25 رضي ذو النوري - راغب حرب - رحيم آرباب - زاير البرسي - سبط الحسن الجايسي - سعد صالح 52
26 سعيد نفيسي - سكينة بگم - سليم حيدر 53
27 سليمان عبد الجبار - سودا - شاكر هادي شكر - شهدة - صادق شفق 56
28 صادق الفحام - صالح الشهرستاني - صدر الدين الصدر 58
29 صدر الدين شرف الدين - صدر الدين الدهلوي - صفي 59
30 الضحاك المشرفي - ضياء الدين الخالصي - ضياء الدين العراقي 60
31 طاهر بن يحيى - طه باقر - الطفيل - طلائع بن رزيك 61
32 ظالم بن عمرو أبو الأسود الدؤلي 62
33 ظالم بن شراق - عابس الشاكري - العباسيون 64
34 عارف الحر 79
35 عباس اقبال 80
36 عباس أبو الحسن 81
37 عباس القمي - عباس الشيرازي - عباس القرشي 82
38 عباس الهمداني 83
39 عبد الحسين دست غيب - عبد الحسين الأميني - عبد الحسين الحلي 84
40 عبد الحسين نور الدين 85
41 عبد الرؤوف الأمين 86
42 عبد الرضا صادق 89
43 عبد الرضا المطبعي - عبد العزيز بن البراج 91
44 عبد الصاحب الحكيم - عبد الكريم الخليل 97
45 عبد الكريم بن طاووس - عبد الكريم الهاشمي - عبد الله الجزائري 100
46 عبد الله التستري - عبد الله الشيرازي - عبد الله الكلبي - عبد الله الطائي 101
47 عبد الله وعبد الرحمن الغفاريان - عبد الله أحمديه 102
48 عبد الله الشيرازي - عبد الله الصائغ 103
49 عبد الله بن سلمة - عبيد الله الكوفي - عبد المطلب الحلي 106
50 عبد المطلب الأمين 107
51 عبد المهدي مطر 112
52 عبد الله الجعفي - علي إبراهيم 115
53 علي رضا عباسي 117
54 علي أكبر دهخدا 119
55 علي أكبر نواب - علي الأنصاري الشيرازي - سيف الدولة علي بن حمدان 121
56 علي بن عبد الله بن العباس - علي البحراني - علي النوري 124
57 علي آل شبانة - علي البهبهاني - علي الشيرازي 125
58 علي بن الحسن شميم الحلي 126
59 علي بن حمدون - علي المراغي - علي الهمذاني 127
60 علي الميبدي - علي الخياباني - علي الأبزري - علي نياز - عطية الكوفي - عمرو الأنصاري - عمر الصيداوي - غالب 128
61 غلام رضا سرخي - فاضل الجمالي 129
62 فؤاد عباس 148
63 فتى من أهل الكوفة - الفضل بن جعفر - الفضل بن الزبير الكوفي 149
64 القاسم بن معية - القاسم بن مظاهر - قيس النابغة الجعدي 154
65 قيس النجاشي - كليب الجرمي - الكميت 155
66 لطف الله العاملي 160
67 لطف الله البحراني - ماجد الصادقي - عضد الدين المبارك الأسدي 162
68 مجيد العطار 163
69 محمد بن أبي بكر الهمذاني - محسن جمال الدين - محسن الموسوي - محمد أبو نصر الفارابي 164
70 محمد أبو النديم 174
71 محمد بن إدريس الحلي 178
72 محمد باقر - محمد حسين الكازروني - محمد الحسيني - محمد المتخلص - محمد الشيرازي - محمد معصوم - محمد الكازروني الطبيب - محمد الدهدار الشيرازي - محمد نصير الدين 179
73 محمد مهدي حجاب الشيرازي - محمد بن يوسف الشيرازي - محمد بن الحسين الشيخ البهائي 180
74 محمد الغفاري كمال الملك 181
75 محمد باقر الدهلوي - محمد صادق بحر العلوم - محمد بهشتي 183
76 محمد تقي بهار 184
77 محمد الحجة - محمد جمال الهاشمي 185
78 محمد حرز الدين - محمد الخليلي 186
79 محمد حسن الحكيم 187
80 محمد أبو جعفر الطوسي 188
81 محمد تقي الآملي 199
82 محمد جواد باهنر - محمد حسين آزاد - محمد الطباطبائي - محمد رضا الشبيبي 200
83 محمد رضا القمي - محمد شريف خان - محمد مفتح - محمد بن الأبار 204
84 محمد الشويكي 205
85 محمد شرارة 206
86 محمد حسين الشهرستاني 210
87 محمد صادق نشأت - محمد رضا شرف الدين 211
88 محمد آل شبانة - محمد صدوقي 212
89 محمد الأردوبادي - محمد علي بري - محمد الشيباني 213
90 محمد علي خاتون - محمد الصاحبي - محمد الجزائري - محمد المدرسي 218
91 محمد المعصومي - محمد بن طباطبا - محمد جواد - محمد ناصر 219
92 محمد علي اليعقوبي 221
93 محمد بن عمر الكشي - محمد قسام - محمد قطب شاه 222
94 محمد قلي قطب شاه - دول الهند الشيعية - محمد كال شعيب 223
95 محمد المقدادي القمي 225
96 محمد بن المبارك الكرخي - محمد نصير الدين الطوسي 228
97 محمد بن مكي الشهيد الأول - محمد الجبي 237
98 محمد هاشم الأشكوري 240
99 محمد بن هاني الأندلسي 241
100 محمد يوسف مقلد 243
101 محمد بن المبارك الكرخي 244
102 محمد مهدي البصير 245
103 محمود بن الياس الشيرازي - محمود الحبوبي 246
104 محمود الحمصي 249
105 محمود الشاهرودي - محمود الطالقاني - محمود بن مسعود الشيرازي - محيي الدين شمس الدين 250
106 مرتضى مطهري - مزيد المزيدي - مصطفى جواد 252
107 معاذ بن مسلم الهراء - المقداد السيوري - مهيار الديلمي 253
108 موسى الزين شرارة 268
109 موسى سيار الشيرازي - مير أمين - مير حسن - مير آبادي 270
110 ناسخ - ناصر الدين الشيخ راشد - نصر الخبز أرزي 271
111 نصير الدين ناصر العلوكي 272
112 ناصيف النصار 274
113 نصر بن علي الحلي - نصير الدين المنازي - نظير - نواب صفوي 280
114 النوار ابنة مالك - هادي النحوي - هادي كمال الدين - هاشم معروف الحسني 283
115 هبة الله بن علي - ابن الشجري 284
116 ورام الحلي - يحيى القرشي - يزدن التركي 285
117 يزيد بن قيس - يزيد بن زياد الكندي - يزيد بن مفرغ 286
118 يحيى بن البطريق 289
119 يعقوب بن داود 290
120 يوسف بن المطهر - يوسف رجيب - يونس الأردبيلي - الأمويون والإسلام والعروبة 291
121 الشيعة يحمون العالم الإسلامي 296
122 الحجاج بن يوسف 299
123 كلمة الختام 301