وابن شرنا، ووقعوا فيه (١). ولم يزد على هذا ولم يقل فيه: فقرأ هذه الآية:
(ومن كان عدوا لجبريل).
وذكر البيهقي (٢) من طريق يونس بن بكير، عن أبي معشر المدني، عن سعيد المقبري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى قباء أمر مناديه فنادى بالصلاة، فذكر الحديث في مجئ عبد الله بن سلام وجلوسه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجوعه إلى عمته فقالت له: يا ابن أخي لم احتبست؟ فقال: يا عمة كنت عند رسول الله فقالت: عند موسى بن عمران؟ فقال لم أكن عند موسى بن عمران، فقالت: عند النبي الذي يبعث قبيل قيام الساعة! قال:
نعم، من عنده جئت، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن ثلاث، فذكر الحديث الأول إلا أنه سأله عن السواد الذي في القمر بدل أول أشراط الساعة، قال:
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول نزل ينزله، قال أهل الجنة بلام ونون، فقال: ما بلام ونون؟ فقال: ثور وحوت يأكل من زائدة كبد، أحدهما سبعون ألفا، ثم يقومان ينزفان لأهل الجنة، وأما الشبه فأي النطفتين سبقت إلى الرحم من الرجل أو المرأة فالولد به أشبه.
وأما السواد الذي في القمر فإنه ما كان شمسين فقال الله - تعالى -:
﴿وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة﴾ (3)، والسواد الذي رأيت هو المحو (فمحونا آية الليل)، فقال عبد الله بن سلام:
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
ثم ذكر الحديث في قصة اليهود الذين دخلوا عليه وسألهم عن عبد الله وما أجابوا به، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في آخره: أجزنا الشهادة الأولى وأما هذه فلا.