إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٧ - الصفحة ٣٨٢
أما طبه صلى الله عليه وسلم فخرج النسائي والدولابي من حديث محمد بن يوسف، عن سفيان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله داءا إلا أنزل له دواء. وقال الدولابي: شفاء، فعليكم بألبان البقر، فإنها ترم من كل الشجر. وقال النسائي: خالفه عبد الرحمن وذكر حديث عبد الرحمن، عن سفيان، عن يزيد، عن قيس بن مسلم، عن طارق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لم يضع داءا إلا وضع له شفاء، وعليكم بألبان البقر، فأمر بها وقال: إنها دواء من كل داء. فهذه ثلاثة أحاديث: أولها: مسند، والثاني: مرسل، والثالث: موقوف على ابن مسعود (1). وخرجه ابن حبان، عن سفيان به (2).

(1) أخرجه الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد): 3 / 437 - 438، من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه، وابن أبي شيبة في (المصنف): 5 / 30، كتاب الطب، باب (1) من رخص في الدواء والطب. حديث رقم (23404)، وفيه " إن الله تبارك وتعالى لم ينزل داء إلا أنزل معه شفاء "، وحديث رقم (23405)، وفيه: إن الله حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا "، وحديث رقم (23406)، وفيه: " ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء ". وحديث رقم (23407)، وفيه: " تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع معه شفاء إلا الهرم.
وأخرجه ابن ماجة في (السنن): 2 / 1138، كتاب الطب، باب (1) ما أنزل الله داء إلا أنزل شفاء، حديث رقم (3438)، (3439).
(2) (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان): 13 / 427، كتاب الطب، ذكر الأمر بالتداوي، إذ الله جل وعلا لم يخلق داء إلا خلق له دواء خلا شيئين، حديث رقم (6061) من حديث، حدثنا زياد ابن علاقة، سمع أسامة بن شريك يقول: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم والأعراب يسألونه: يا رسول الله، هل علينا جناح في كذا - مرتين - فقال: عباد الله، وضع الله الحرج إلا امرؤ اقترض من عرض أخيه شيئا، فذلك الذي حرج "، قالوا: يا رسول الله، فهل علينا جناح أن نتداوى؟ فقال: " تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء ". قالوا: يا رسول الله، فما خير ما أعطي العبد؟ قال: خلق حسن، قال سفيان (بن عيينة): ما على وجه الأرض اليوم إسنادا أجود من هذا.
وفي باب ذكر الإخبار عن إنزال لكل داء دواء يتداوى به، حديث رقم (6062)، وهو حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه.
وفي باب ذكر الإخبار بأن العلة التي خلقها الله جل وعلا إذا عولجت بدواء غير دوائها لم تبرأ حتى تعالج به، حديث رقم (6063)، عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله ".
وفي باب ذكر وصف الشيئين اللذين لا دواء لهما، حديث رقم (6064)، عن أسامة بن شريك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تداووا، فإن الله لم ينزل داء إلا وقد أنزل له شفاء، إلا السام والهرم، وهو حديث إسناده صحيح، ورجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن أسامة بن شريك لم يخرج له الشيخان، وحديثه عند أصحاب السنن.
وفي باب ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن ألبان البقر نافعة لكل من به علة من العلل، حديث رقم (6075) من حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء، فعليكم بألبان البقر، فإنها ترم من كل الشجر " إسناده صحيح، ورجاله ثقات.
وحديث رقم (23408)، وفيه: " إن الله لم ينزل داء - أو لم يخلق داء - إلا وقد أنزل - أو خلق - له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله إلا السام " قالوا: يا سول الله! وما السام؟ قال: " الموت "، وحديث رقم (2341)، وفيه: " أن رجلا من أسلم أصابه جرح، فاحتقن الدم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له رجلين من بني أنمار فقال: " أيكما أطب؟ " فقال رجل: يا رسول الله، أفي الطب خير؟ فقال صلى الله عليه وسلم: " إن الذي أنزل الداء أنزل الدواء "، وحديث رقم (23411)، عن أبي قلابة قال: (وقيل من راق) (القيامة: 27) قال: من طبيب، وحديث رقم (23412) عن أبي قلابة، عن كعب قال: إن الله يقول: أنا الذي أصح وأداوي ".
وخرج أبو عبد الله الحاكم في (المستدرك): 4 / 441، كتاب (48) الطب، حديث رقم (8205): " إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء علمه من علمه، وجهله من جهله " ثم قال:
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص): صحيح.
وحديث رقم (8206): " وفيه: " نعم تداووا عبا د الله، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد "، قالوا: يا رسول الله وما هو؟ قال: " الهرم " قالوا: يا رسول الله ما خير ما أعطي الإنسان؟ قال: " خلق حسن "، ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد فقد رواه عشرة من أئمة المسلمين وثقاتهم عن زياد بن علاقة، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص): صحيح، رواه عشرة من أئمة المسلمين عن زياد.
وحديث رقم (8224): " عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل شجر وهو شفاء من كل داء "، ثم قال: هذا صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص): صحيح.
وأخرجه العلاء الهندي في (كنز العمال): 10 / 4 - 8، كتاب الطب والرقى والطاعون، من طرق وبسياقات مختلفة، الأحاديث أرقام (28077) إلى (28099).
وأخرجه الإمام أحمد في (المسند)، 1 / 623، حديث رقم (3568) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، 2 / 36، حديث رقم (4322) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه.
وأخرجه الترمذي في (السنن) % 4 / 335، كتاب الطب، باب (2) ما جاء في الدواء والحث عليه، حديث رقم (2038) من حديث أبي عوانة، عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك، قال أبو عيسى: وفي الباب عن ابن مسعود وأبي هريرة، وأبي خزامة عن أبيه وابن عباس، وهذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود في (السنن): 4 / 192، كتاب الطب، باب (1) في الرجل يتداوى، حديث رقم (3855)، قال الشيخ: في الحديث إثبات الطب والعلاج، وأن التداوي مباح غير مكروه، كما ذهب إليه بعض الناس.
وفيه أنه جعل الهرم داء، وإنما هو ضعف الكبر، وليس من الأدواء التي هي أسقام عارضة للأبدان من قبل اختلاف الطبائع، وتغير الأمزجة، وإنما شبهه بالداء لأنه حالب للتلف، كالأدواء التي قد يتعقبها الموت والهلاك، وهذا كقول النمر بن تولب:
دعوت ربي السلامة جاهدا * ليصحني فإذا السلامة داء يريد: أن العمر لما طال به أداه إلى الهرم فصار بمنزلة المريض الذي قد أدنفه الداء وأضعف قواه، وكقول حميد بن نور الهذلي:
أرى بصري قد رابني بعد صحة * وحسبك داء أن تصح وتسلما وحدثني إبراهيم بن عبد الرحمن العنبري، حدثنا ابن أبي قماش، حدثنا ابن عائشة - عن حماد ابن سلمة، عن حميد، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو لم يكن لابن آدم إلا السلامة والصحة لكان كفى بهما داء قاضيا " (معالم السنن).
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 384 385 386 387 389 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 وأما الخرقة التي كان يتنشف بها 3
2 وأما الحبرة 6
3 وأما المرط 8
4 وأما المصبوغ بالزعفران 9
5 وأما الإزار والكساء 11
6 وأما السراويل 15
7 وأما لبس الصوف ونحوه 18
8 وأما وقت لبسه وما يقول عند اللبس 21
9 وأما الخف 25
10 وأما النعل 27
11 فصل في خاتم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 34
12 وأما فص خاتمه (صلى الله عليه وسلم) 48
13 وأما سبب اتخاذ الخاتم 51
14 وأما إصبع الخاتم التي يتختم فيها 54
15 فصل في ذكر جلسة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واحتبائه 61
16 فصل في ذكر خضاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 65
17 فصل في ذكر ما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفعله في شعر 75
18 فصل في ذكر مرآة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومكحلته 86
19 فصل في ذكر محبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للطيب وتطيبه 92
20 ذكر اطلاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالنورة إن صح 105
21 فصل في ذكر سرير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 108
22 فصل في ذكر القدح الذي كان يبول فيه 111
23 فصل في ذكر آلات بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 115
24 فأما الحصير 115
25 وأما الفرش 116
26 وأما اللحاف 119
27 وأما الوسادة 119
28 وأما القطيفة 123
29 وأما القبة 125
30 وأما الكرسي 126
31 وأما ما كان يصلى عليه 128
32 فصل في ذكر سلاح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 134
33 فأما سيوفه (صلى الله عليه وسلم) 134
34 وأما دروعه (صلى الله عليه وسلم) 142
35 وأما قسيه (صلى الله عليه وسلم) 149
36 وأما المغفر 150
37 وأما الرماح 152
38 وأما الترس 153
39 وأما العنزة 153
40 وأما المنطقة 158
41 وأما اللواءات والرايات 159
42 وأما القضيب والعصا 174
43 فصل في ذكر من كان على سلاح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 177
44 فصل في ذكر من كان يقوم على رأس النبي (صلى الله عليه وسلم) 178
45 فصل في ذكر خيل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 191
46 فصل في تضمير خيل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 201
47 فصل في ذكر الخيل التي قادها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أسفاره 208
48 فصل في ذكر من استعمله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الخيل 210
49 فصل في ذكر سرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن كان يسرج له فرسه 212
50 فصل في ذكر ما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا ركب 214
51 فصل في ذكر بغلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 216
52 فصل في ذكر حمار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 224
53 فصل في ذكر ناقة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 228
54 فصل في ذكر من كان يأخذ بزمام راحلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 238
55 فصل في ذكر إبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 242
56 فصل في ذكر البدن التي ساقها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الكعبة البيت الحرام 248
57 فصل في ذكر صاحب بدن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 251
58 فصل في ذكر غنم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 255
59 فصل في ذكر حمى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 257
60 فصل في ذكر ديك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 261
61 فصل في ذكر طعام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 262
62 فأما المائدة 262
63 وأما القصعة والجفنة 263
64 وأما أنه (صلى الله عليه وسلم) لا يشبع من طعام 263
65 وأما إئتدامه بالخل 269
66 وأما أكله القثاء 272
67 وأما أكله الدباء 274
68 وأما الضب 277
69 وأما أكله الحيس 279
70 وأما أكله الثفل 281
71 وأما أكله اللحم 284
72 وأما أكله القلقاس 291
73 وأما أكله القديد 291
74 وأما أكله المن 292
75 وأما أكله الجبنة 293
76 وأما أكله الشواء 294
77 وأما أكله الدجاج 295
78 وأما أكله لحم الحباري 297
79 وأما أكله الخبيص 298
80 وأما أكله الهريس 299
81 وأما أكله الزنجبيل 300
82 وأما تقززه أكل الضب وغيره 301
83 وأما اجتنابه ما تؤذى رائحته 309
84 وأما أكله الجمار 311
85 وأما حبه الحلواء والعسل 311
86 وأما أكله التمر 312
87 وأما أكله العنب 316
88 وأما أكله الرطب والبطيخ 316
89 وأما أكله الزيت 319
90 وأما أكله السمك 319
91 وأما أكله البيض 321
92 فصل في هدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الأكل 322
93 وأما قبوله الهدية وامتناعه من أكل الصدقة 329
94 وأما ما يقوله عند الباكورة 331
95 وأما أكله بثلاث أصابع ولعقها 334
96 وأما أكله مما يليه 334
97 وأما أنه لا يأكل متكئا 336
98 وأما أنه لم يذم طعام 336
99 وأما التسمية إذا أكل وحمد الله بعد فراغه من الأكل 338
100 وأما ما يقوله إذا أكل عند أحد 342
101 وأما أكله باليمين 344
102 وأما أنه كان لا يأكل من الهدية حتى يأمر صاحبها أن يأكل منها 344
103 فصل في شرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومشروباته 346
104 وأما طلب الماء العذب 346
105 وأما الآبار التي كان يستعذب له منها الماء 349
106 وأما تبريد الماء 352
107 وأما قدحه الذي يشرب فيه 355
108 وأما شربه اللبن 358
109 وأما شربه النبيذ 360
110 وأما أنه لا يتنفس في الإناء 365
111 وأما إيثاره من على يمينه 368
112 وأما شربه آخر أصحابه 375
113 وأما شربه قائما وقاعدا 376
114 فصل في طب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 380
115 وأما طبه 382
116 وأما حمية المريض 384
117 إطعام المريض ما يشتهيه 385
118 العين حق ودواء المصاب 387
119 التداوي بالعجوة 396
120 التداوي بالعسل 397