الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١ - الصفحة ٢٣٧
ولأنت أعطاف الحروف قسرا وتشاجرت الأمثلة على لفظه فلا غرو أن ضرب زيد عمرا يترجل كلام الفارسي بين يديه ويطير لفظ ابن عصفور حذرا من البازي المطل عليه وإن شعر هامت الشعراء بذكره في كل واد وحمل ذكرها في كل ناد ونصبت بيوته على يفاع الشرف كما تنصب بيوت الأجواد طالما بلد لبيدا وولي شعر ابن مقبل منه شريدا وقالت الآداب لبحتري لفظه ألم نربك فينا وليدا الشعراء وإن نثر فما الدر اليتيم إلا تحت حجره ولا الزهر النضير إلا ما ارتضع من أخلاف قطره ولا المترسلون إلا من تصرف في ولاية البلاغة تحت نهيه وأمره وإن تكلم على فنون الأدب روى الظما وجلا معاني الألفاظ كالدمى وقال العروض له ولابن أحمد خليلي هبا بارك الله فيكما هذا وكم أثنى قدم علوم الأوائل على فكره الحكيم وشهدت رواية الأحاديث النبوية بفضله وما أعلى من شهد بفضله) الحديث والقديم البسيط * علت به درجات الفضل واتضحت * دقائق من معاني لفظه البهج * * هذا وليل الشباب الجون منسدل * فكيف حين يضيء الشيب بالسرج * * يا حبذا أعين الأوصاف ساهرة * بين الدقائق من علياه والدرج * بدأتني أعزك الله من الوصف بما قل عنه مكاني واضمحل عياني وكاد من الخجل يضيق صدري ولا ينطلق لساني الشعراء وحمغلت كاهلي من المن ما لم يستطع وضربت لذكرى في الآفاق نوبة خليلية لا تنقطع وسألتني مع ما عندك من المحاسن التي لها طرب من نفسها وثمر من غرسها أن أجيبك وأجيزك وأوازن بمثقال كلمي الحديد أبريزك وأقابل لسنك المطلق بلساني المحصور وأثبت استدعاءك الجليلي على بيت مال نطقي المكسور فتحيرت بين أمرين أمرين ووقع ذهني السقيم بين دائين مضرين إن فعلت ما أمرت فما أنا من أرباب هذا القدر العالي والصدر الحالي ومن أنا من أبناء مصر حتى أتقدم لهذا الملك العزيز وكيف أطالب مع اقتار علمي وفهمي بأن أجيب وأجيز وأين لمقيد خطوى هذه الوثبات وإني يماثل قوة هذا الغرس ضعف هذا النبات وأن منعت فقد أسأت الأدب والمطلوب حسن الأدب مني وأهملت الطاعة التي أقرع بعدها برمح القلم سنى وفاتني شرف الذكر الذي امتلأ به حوض الرجال وقال قطني ثم ترجح عندي إن أجيب السؤال وأقابل بالامتثال وأتحامل على ظلع الأقوال صابرا على تهكم سائلي معظما قدري كما قيل بتغافلي منقادا إلى جنة استدعائك من السطور بسلاسلي وأجزت لك أن تروى عني ما تجوز لي روايته من مسموع
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»