الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١ - الصفحة ٢٣٥
الظاهر اجتماع وله منه نصيب وورد إلى الشام سنة خمس عشرة تقريبا ومدح أكابرها وأجازوه ومدح الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل صاحب حماة فأجازه وجعل ذلك عادة له في كل سنة فمدحه بمدائح حسنة ثم لما مات رحمه الله استمر بذلك الراتب له ولده الملك الأفضل ناصر الدين محمد وكان يرتحل إلى حلب وطرابلس ثم إنه اقتصر آخر أمره على الإقامة بدمشق والانجماع عن الناس وقرره الصاحب أمين الدين أمين الملك رحمه الله أن يكون في كل سنة ناظر القمامة بالقدس الشريف أيام زيارة النصارى لها فيتوجه يباشر ذلك ويعود وأضيف له إلى نكد الزمان أنه لم يعش له ولد فدفن فيما أظن قريبا من ستة عشر ولدا كلهم إذا ترعرع وبلغ خمسا أو ستا أو سبعا يتوفاه الله تعالى فيجد لذلك الآلام المبرحة ويرثيهم بالأشعار الرائقة الرقيقة كتبت إليه من الديار المصرية في سنة تسع وعشرين وسبع مائة استدعاه لاجازته لي صورته الحمد لله على نعمائه والصلاة والسلام على خير أنبيائه محمد وآله وصحبه وأصفيائه المسؤول من احسان سيدنا الشيخ الإمام العالم العلامة رحلة الأدب قبلة ذوي التحصين له في التحصيل والدأب الذي تبيت شوارد المعاني صرعي تخوله للطافة تخيله وتمسي الألفاظ العذبة طوع تحوله في التركيب وتحيله فأمسى وله النسيب الذي يضحك من العباس من رقته ويقيم صريع الغواني إلى مقته بعد مقته والغزل الذي يشيب له فود الوليد ويسترق الحر من كلام عبيد والتشبيه الذي لو علمه ابن المعتز لما نصب الهلال فخا لصيد النجوم ولو تعاطاه حفيد جريج لقيل له ألم تسمع ألم) غلبت الروم الروم والمديح الذي لو بلغ زهيرا لقال ما أنا من هذه الحدائق أو اتصل نبأه بالمتنبي لاشتغل عن ذكر العذيب وبارق والرثاء الذي نقص عنده أبو تمام بعد أن رفع له لواء الشرف والفخر وقال هذه عذوبة الزلال لا ما تفجر من الخنساء على صخر والترسل الذي سقى الفاضل كأسغ الحتوف لما شبه الغمود بالكمائم والسيوف بالأزهار وأذهله حتى صحت له قسمة التجنيس في الخيل والخيال بين المراقب والمراقد وأخطأت معه في المرابع والمساجد بين الأنواء والأنوار والكتابة التي تغدو الطروس بها وكأنها برود محبرة أو سماء بالنجوم زاهرة أن لم ترض أن تكون في الأرض رياضا مزهرة الكامل * أدب على الحصري يعلو تاجه * وله ابن بسام بكي ألوانا * * وترسل سبحان من قد زاده * منه وأعطى الفاضل النقصانا * * وكتابة لعلوها في وضعها * ليس ابن مقلة عندها انسانا * * فلكم أخي فضل رأت عيناه في ال أوراق لابن نباته بستانا * جمال الدين أبي بكر محمد ابن الشيخ الإمام الحافظ شمس الدين محمد بن نباته جمع الله
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»