الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١ - الصفحة ١٩٦
وينهى بعد رفع الدعاء وحمل لواء الولاء وإشادة بناء الثناء إن المملوك سطرها وشوقه قد ضاقت به الرحبة وأغار علي مثاقيل البصر فما ترك منها عند حبة القلب حبة وذكره الأيام السالفة حتى عاد نسيبه بها أعظم نسبه)) 3 (الوافر)) * كأني لم أكن في مصر يوما * قطعت به الوصال مع الأحبة * * ونلت القرب من سادات دست * محلهم علا كيوان رتبه * * إذا عاينت في الإنشا حلاهم * تراهم بالنجوم الزهر أشبه * * وإن سابقتهم علم فا وفضلا * فأنت إذا نطقت سكيت حلبه * * فما ابن الصيرفي إذا أتاهم * يساوي عندهم في الفضل حبة * * خصوصا تاجهم سقى الغوادي * محل ضمه وأخضل تربه * * إذا أخذ اليراع فليس بين الطروس وبين زهر الروض نسبه * * وإن نطق استفاد المرء منه * محاسن تستبي في الحال لبه * * وليس الملك محتاجا إلى أن * يعد كتائبا إن عد كتبه * * له الفضلان في نظم ونثر * إذا ما جال في شعر وخطبه * * أيا مولاي عفوا عن محب * تهجم فالبعاد إذاب قلبه * * بعثت بها إليك عسى تراها * على بعد من المملوك قربه * فكتب إلي الجواب البسيط * شكرا لغرس بروض الفضل قد نبتا * ووده في صميم القلب قد ثبتا * * أهدى إلي كتابا كنت أرقبه * أزال عني من عيث النوى العنتا * * مباركا جاء بالحسنى فأحسن لي * وكيف لا وهو من عند الخليل أتى * لا زالت ألفاظه حلية المماليك ووده في النفوس ثابتا وللقلوب خير مالك ومنزله من فضل الله رحيب الساحات معمورا بالسماحات في رحبة مالك وينهى ورود مشرف سمح ببيانه ونفح بعرفانه وجنح إلى عوائد إحسانه ولمح أشرف المعاني بإنسانه وربح إذ بدا بفصل خطابه وفضل بنانه أبى الله إلا أن يكون له الفضل في ابتدائه والفوز بسبق تحيته وانشائه فقبله المملوك تقبيلا وفضه فإذا البيان جاء كله معه قبيلا ورأى أدبا غضا ونظما ونثرا فاقا من سلف عصره وتقضي ولقد ذكر مولانا بأوقات قربه على أن المملوك ما زال يذكرها وأقر عينا ما برحت تشهد محاسنه وتنظرها البسيط * أبلغ أخانا أدام الله نعمته * أني وإن كنت لا ألقاه ألقاه * * الله يعلم أني لست أذكره * وكيف يذكره من ليس ينساه *) ولقد تحملت بمولانا جهة تصدر أخبارها بأقلامه وتصدر مهماتها بمتين كلامه ويبدو
(١٩٦)
مفاتيح البحث: العفو (1)، الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»