تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٢ - الصفحة ٢٣
فخر الدين الرازي، والقاضي مجد الدين بن عبد المجيد بن عمر القدوة، وكان محترما، إماما، زاهدا، فتكلم الفخر، فاعترضه ابن القدوة، واتسع الجدال والبحث وطال، فنهض السلطان غياث الدين، واستطال الفجر على ابن القدوة بحيث أنه شتمه وبالغ في إهانته، وانقضى المجلس، فشكا الملك ضياء الدين إلى ابن عمه ما جرى من الفجر بعد انقضاء المجلس، وذم الفجر ونسبه إلى) الزندقة والفلسفة، فلم يحتفل السلطان بقوله، فلما كان من الغد جلس ابن عم المجد بن القدوة في الجامع للوعظ فقال: لا إله إلا الله ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. أيها الناس إنا لا نقول إلا ما صح عندنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما قول أرسطاطاليس، وكفريات ابن سينا، وفلسفة الفارابي، فلا نعلمها، فلأي شيء يشتم بالأمس شيخ من شيوخ الإسلام يذب عن دين الله وبكى، فضج الناس، وبكى الكرامية، واستغاثوا، وثار الناس من كل جانب واستعرت الفتنة، وكادوا يقتتلون ويجري ما يهلك به خلق كثير، فبلغ ذلك السلطان، فأرسل الأجناد وسكنهم ووعدهم بإخراج الفجر، وأحضره وأمره بالخروج.
4 (الفتنة بدمشق)) وفيها كانت بدمشق فتنة الحافظ عبد الغني بينه وبين الأشعرية، وهموا بقتله. ثم أخرج من دمشق.
وتفصيل ذلك في ترجمته إن شاء الله تعالى.
4 (موت الملك العزيز)) وفي أولها مات الملك العزيز.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»