تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٦ - الصفحة ٢٢٥
4 (حرامية بغداد)) وكان البلاء شديدا ببغداد من الحرامية وأذيتهم، ثم صلب جماعة منهم، فسكن الناس قليلا.
4 (قدوم المناظر النيسابوري بغداد)) وقدم السلطان بغداد، وقدم معه الحسن بن أبي بكر النيسابوري الحنفي أحد الكبار والمناظرين.
قال ابن الجوزي: جالسته مدة، وسمعت مجالسه كثيرا، وجلس بجامع القصر.
وكان يلعن الأشعري جهرا على المنبر ويقول: كن شافعيا ولا تكن أشعريا، وكن حنفيا ولا تكن معتزليا، وكن حنبليا ولا تكن مشبها.
وما رأيت أعجب من الشافعية، يتركون الأصل ويتعلقون بالفرع.
وكان يمدح الأئمة الأعلام، وزاد في الشطرنج نقلا.
وقد جلس في رجب في دار السلطنة، وحضر السلطان مجلس وعظه.
وكان قد كتب على باب النظامية اسم الأشعري، فتقدم السلطان بمحوه وكتب مكانه اسم الشافعي.
وكان أبو الفتوح الإسفرائيني يجلس ويعظ في رباطه، ويتكلم على محاسن مذهب الأشعري، فتقع الخصومات، فذهب أبو الحسن الغزنوي إلى السلطان وأخبره بالفتن وقال: إن أبا الفتو صاحب فتنة، وقد رجم ببغداد مرارا، والصواب إخراجه.
فأخرج من بغداد، وعاد الحسن بن أبي بكر النيسابوري إلى وطنه.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»