تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٦ - الصفحة ٢٢٦
4 (ترجمة الإسفرائيني)) ويعرف الإسفرائيني المذكور بابن المعتمد، واسمه محمد بن الفضل بن محمد.
ولد سنة أربع وسبعين وسبعمائة بإسفراين، ودخل بغداد فاستوطنها.
وكان يبالغ في التعصب لمذهب الأشعري.
وكان بينه وبين الواعظ أبي الحسن الغزنوي حسد وشنان، وكان كل واحد منهما ينال من الآخر على المنبر.
فلما بويع الراشد بالله، وخرج عن بغداد، خرج معه أبو الفتوح إلى الموصل.) فلما قتل الراشد سئل المقتفي فيه، فأذن له في العود إلى بغداد، فجاء وتكلم.
واتفق مجيء الحسن بن أبي بكر النيسابوري فوعظ.
ووجد الغزنوي فرصة، فكلم السلطان في أبي الفتوح، فأصغى إليه.
وقال ابن الجوزي: بلغني أن السلطان قال للحسن النيسابوري: تقلد دم أبي الفتوح حتى أقتله.
قال: لا أتقلد.
فوكل بأبي الفتو ح حتى أخرج من بغداد.
ووقف عند السور خمسة عشر تركيا، شيعه خلق كثير، فلما وصولوا إلى السور ضربتهم الأتراك، فرجعوا.
وأرسل إلى همذان، ثم سلم إلى عباس، فبعثه إلى إسفراين، واشترط عليه أنه متى خرج من بلد أهلك.
وجاء حموه، والقاسم شيخ الرباط، وأبو منصور الرزاز، ويوسف الدمشقي، وأبو النجيب الشهرزوري إلى السلطان يسألون فيه، فلم يلتفت إليهم.
ونودي في بغداد أن لا يذكر أحد مذهبا، ولا يثير فتنة.
فلما وصل أبو الفتوح إلى بسطام توفي بها في ذي الحجة ودفن هناك.
وعمل له العزاء في رباطه ببغداد، فحضره الغزنوي، فلامه بعض الناس وقال: ما لك أظهرت الحزن عليه وبكيت قال: أنا بكيت على نفسي.
كان يقال فلان وفلان، فعدم النظير، ودنا الرحيل.
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»