تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٦ - الصفحة ١١٨
عنها، ويخلون بنسائنا وما لنا قدرة على دفع ذلك.
فقال ابن تومرت: والله، الموت خير من هذه الحياة.
كيف رضيتم بهذا، وأنتم أضرب خلق الله بالسيف وأطعنهم بالرمح قالوا: بالرغم منا.
قال: أرأيتم لو أن ناصرا نصركم على هؤلاء، ما كنتم تصنعون قالوا: كنا نقدم أنفسنا بين يديه للموت، فمن هو قال: ضيفكم.
فقالوا: السمع والطاعة.) فبايعهم، ثم قال: استعدوا لحضور هؤلاء بالسلاح.
فإذا جاءوكم فأجروهم على عادتهم، ثم ميلوا عليهم بالخمور، فإذا سكروا فآذنوني بهم.
فلما جاءوهم ففعلوا ذلك بهم وأعلموه، فأمر بقتلاهم، فلم تمض ساعة من الليل حتى أتوا على آخرهم، وأفلت منهم واحد، فلحق بمراكش، فأخبر الملك، فندم على فوات محمد من يده حيث لا ينفعه الندم.
وجهز جيشا.
وعرف ابن تومرت أنه لابد من عسكر يغشاهم.
فأمر أهل الجبل بالقعود على أنقاب الوادي، فلما وصلت إليهم الخيل نزلت عليهم الحجارة من جانبي الوادي كالمطر، ودام القتال إلى الليل، فرجع العسكر، وأخبروا الملك، فعلم أنه لا طاقة لنا بأهل الجبل لتحصنهم، فأعرض عنهم.
ثم قال ابن تومرت لعبد الله الونشريسي: هذا أوان إظهار فضائلك وفصاحتك دفعة واحدة.
ثم اتفقا على أن يصلي الصبح، ويقول بلسان فصيح: إني رأيت في النوم أنه نزل بي ملكان من السماء، وشقا فؤادي، وغسلاه، وحشياه علما وحكمة.
فلما أصبح فعل ذلك، فدهشوا وعجبوا منه، وانقادوا إليه كل الانقياد.
فقال له ابن تومرت: فعجل لنا البشرى في نفسنا، وعرفنا أسعداء نحن أم أشقياء.
فقال له: أما أنت فإنك المهدي القائم بأمر الله، من تبعك سعد، ومن خالفك شقي.
(١١٨)
مفاتيح البحث: الموت (2)، القتل (1)، النوم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»