تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٠ - الصفحة ٤٦٠
فقال: ويحك، تمضي وتنظر للظلماء؟ وعنفني.) قال: وكان ينهانا دائما عن مخالطة أبناء الدنيا، وعن النظر إليهم والاجتماع بهم، ويأمر بالاشتغال بالعلم ومجالسة الصالحين.
سمعت خالي عبد الله يقول: حضرت مع والدك في دار رئيس الرؤساء بعد مجيء طغرلبك، وقد أنفذ إليه غير مرة ليحضر، فلما حضر زاد في إكرامه، وأجلسه إلى جانبه، وقال له: لم يزل بيت المسلمة وبيت الفراء ممتزجين، فما هذا الانقطاع.
فقال له القاضي: روي عن إبراهيم الحربي أنه استزاره المعتضد، وقربه أجازه، فرصد جائزته، فقال له: اكتم مجلسنا، ولا تخبر بما فعلنا بك ولا بما قابلتنا.
فقال: لي إخوان لو علموا باجتماعي بك هجروني.
قال: فقال له رئيس الرؤساء كلاما أسره إليه، ومد كمه، فتأخر القاضي عنه، وسمعته يقول: أنا في كفاية ودعة.
فقلت له: يا سيدنا ما قال لك قال: قال لي: معي شوي من بقية ذلك الإرث المستطاب، وأحب أن تأخذه. فقلت: أنا في كفاية.
سمعت بعض أصحابنا يحكي، قال: لما حصب القائم وعوفي، حضر الشيخ أبو منصور بن يوسف عند الوالد، وقال له: لو سهل عليك أن تمضي إلى باب القرية، لتهنيء الخليفة بالعافية.
فمضى إلى هناك، فخرج إليه الحاجب، ومعه جائزة سنية، وعرفه شكر الإمام لسعيه، وتبركه بدعائه، وسأله قبول ذلك.
(٤٦٠)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)، الحرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 ... » »»