تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٣٧٠
عندي. وقد جهلت في استصلاحك، فلم يغن شيء. وليس شيء أضعف من الهر، وإذا عاث في دكان الفامي فظفر به ولزه وثب عليه وخمشه. ولست أضعف من السنور، وقد جعلت هذا الكلام عذرا. فإن صلحت لي وإلا فعلي وعلي. وعقدت الأيمان لأقصدن الخليفة الآن وأحمل إليه من خزانتي ألفي ألف دينار وأقول: سلم ابن الفرات إلى فلان ووله الوزارة. فيخدمني ويرجع تدبير أموره إلي، فأسلمك إليه، فيعذبك حتى يأخذ منك الألفي ألف. وأنت تعلم أن حالك يفي بها، ويعظم قدري بعزلي وزيرا وتقليدي آخر.
فلما سمع هذا، قال: يا عدو الله، وتستحل هذا فقلت: إن أحوجتني إلى هذا، وإلا فاحلف لي الساعة على معاملتي بكل جميل، ولا تبغ لي الغوائل.
وقال: وتحلف لي أنت أيضا على مثل ذلك، وعلى حسن الطاعة والمؤازرة.
فقلت: أفعل.
فقال: لعنك الله، فما أنت إلا إبليس. والله لقد سحرتني.
واستدعى دواة، وعملنا نسخة اليمين، وأحلفته بها أولا، ثم حلفت له.) فقال: يا أبا عبد الله، لقد عظمت في نفسي، والله ما كان المقتدر يفرق بين كفايتي وموقعي، وبين أصغر كتابي مع الذهب، فاكتم ما جرى.
فقلت: سبحان الله.
فقال: إذا كان غدا فتعال ما أعاملك به.
(٣٧٠)
مفاتيح البحث: نهر الفرات (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»