تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٩ - الصفحة ١٥
وقد كان ابن وصيف قال: يا أمير المؤمنين ليس للجند عطاء، وليس في بيت المال مال. وقد استولى هؤلاء على أموال الدنيا. فقال له أحمد بن إسرائيل: يا عاصي يا ابن العاصي.
وتراجعا الكلام والخصام، حتى احتد ابن وصيف، وغشي عليه وأصحابه بالباب، فبلغهم.
فصاحوا وسلوا سيوفهم وهجموا. فقام المعتز ودخل إلى عند نسائه فأخذ ابن وصيف أحمد والجماعة.
قال: فقال له المعتز: هب لي أحمد، فقد رباني. فلم يفعل، وضربهم بداره حتى تكسرت أسنان أحمد، وأخذ خطوطهم بمال جليل وقيدهم.
4 (ظهور عيسى وعلي العلويين)) وفيها ظهر عيسى بن جعفر، وعلي بن زيد العلويان الحسنيان، فقتلا عبد الله بن محمد بن داود الهاشمي الأمير.
4 (خلع المعتز وقتله)) وفي رجب خلع المعتز بالله من الخلافة، ثم قتل. فاختفت أمه قبيحة، ثم ظهرت في رمضان، وأعطت صالح بن وصيف مالا عظيما. ثم نفاها بعدما استصفاها إلى مكة، فحبست به. وظهر لها من الذهب ألف ألف وثلاثمائة ألف دينار، وسفط فيه مكوك زمرد، وسفط فيه مكوك لؤلؤ،) فيه حب كبار عديم المثل، وكيلجة ياقوت أحمر، وغيره.
فقومت الأسفاط بألفي ألف دينار، وحمل الجميع إلى ابن وصيف. فلما رآه قال: قبحها الله، عرضت ابنها للقتل لأجل خمسين ألف دينار وعندها هذا. فأخذ الكل ونفاها.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»