تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٢٣٣
فقال: بل أنا القائل:
* ربما قد لقيت أمس كئيبا * أقطع الليل عبرة و نحيبا * * أيها المشفق الملح حذارا * إن للموت طالبا و رقيبا * * فصل ما بين ذي الغنى و أخيه * أن يعار الغني ثوبا قشيبا * فرق الحجاج و رقت عينه، ثم حبسه، و بعث إلى أهل عمله يكشف عليه، فقالوا بينهم: هذا صهر الأمير، يغضب عليه اليوم، و يرضى عنه غدا، فلما دخلوا قال كبيرهم: ما ولينا أحد قط أعف منه، فأمر بضرب الكبير ثلاثمائة سوط، ثم سأل أصحابه، فرفعوا كل شيء، فقال له الحجاج: ما تقول يا ملك قال: أصلح الله الأمير، مثلي و مثلك و مثل هؤلاء، و المضروب مثل أسد كان يخرج إلى الصيد فيصحبه ذئب و ثعلب، فاصطادوا حمار وحش و تيسا و أرنبا، فقال الأسد للذئب: و من يكون القاضي فقال: و ما الحاجة إليه الحمار لك، و التيس لي، و الأرنب للثعلب، فضربه الأسد ضربة وضع رأسه بين يديه، ثم قال للثعلب: من يقسم هذا قال: أنت، أصلحك الله، قال: بل أنت، أنا الأمير، و أنت القاضي، قال: فالحمار لغدائك، و التيس لعشائك، و الأرنب تتفكه به، فقال: ويحك يا أبا الحصين، ما أعدلك من علمك القضاء قال: علمنيه رأس الذئب، فالشيخ المضروب هو الذي علم هؤلاء. فضحك الحجاج، و وصل المضروب، وخلى سبيل مالك.
رواها أيضا عبد الله بن أبي سعد الوراق، عن أبي جعفر الضبي، عن عاصم بن الحدثان، عمن شهد الحجاج. و روى الزبير بن بكار بإسناد قال: كان الحجاج ينشد قول مالك بن أسماء:
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»