تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٣١
وروى غسان بن مضر، عن سعيد بن يزيد قال: خرج أبو بلال من البصرة في أربعين رجلا، فلم يقاتلوا، فحدثني من كان في قافلة قال: جاءونا يقودون خيولهم، فتكلم أبو بلال فقال: قد رأيتم ما كان يؤتى إلينا، ولعلنا لو صبرنا لكان خيرا لنا، وقد أصابتنا خصاصة، فتصدقوا، إن الله يجزي المتصدقين، قال: فجاءه التجار بالبدر، فوضعوها بين يديه، فقال: لا، إلا درهمين لكل رجل، فلعلنا لا نأكلها حتى نقتل، فأخذ ثمانين درهما لهم، قال: فسار إليهم جند فقتلوهم.
وقال عوف الأعرابي: كان أبو بلال صديقا لأبي العالية، فلما بلغ أبا العالية خروجه، أتاه فكلمه فما نفع.
وقال ابن عيينة: كان أبو بلال يلبس سلاحه في الليل، ويركب فرسه، فيرفع رأسه إلى السماء ويقول:
* إني وزنت الذي يبقى لأعدله * ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا * * خوف الإله وتقوى الله أخرجني * ويبيع نفسي بما ليست له ثمنا * وخرج نافع بن الأزرق في آخر خلافة يزيد، فاعترض الناس، فانتدب له أهل البصرة مع مسلم بن عبيس العبشمي القرشي، فقتلا كلاهما.
قال معاوية بن قرة: خرجت مع أبي في جيش ابن عبيس، فلقيناهم بدولاب، فقتل منا خمسة أمراء.
وقال غيره: قتل في الوقعة قرة بن إياس المزني وأبو معاوية، وله صحبة ورواية.
وقال أبو اليقطان: قتل ربيعة السليطي مسلم بن عبيس فارس أهل
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»