تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٢٠
الملك ممن تشاء الآية.
ثم بعث يزيد برأس الحسين على عامله على المدينة، فقال: وددت أنه لم يبعث به إلي، ثم أمر به، فدفن بالبقيع عند قبر أمه فاطمة، رضي الله عنها.
وقال عبد الصمد بن سعيد القاضي: ثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني: سمعت أبا أمية الكلاعي، سمعت أبا كرب قال: كنت في القوم الذين توثبوا على الوليد بن يزيد، وكنت فيمن نهب خزائنهم بدمشق، فأخذت سفطا وقلت: فيه غنائي، فركبت فرسي وجعلته بين يدي، وخرجت من باب توما، ففتحته، فإذا بحريرة فيها رأس مكتوب عليه: هذا رأس الحسين، فحفرت له بسيفي ودفنته.
وقال ابن جرير الطبري: حدثت عن أبي عبيدة، أن يونس بن حبيب حدثه قال: لما قتل الحسين) وبنو أبيه، بعث ابن زياد برؤوسهم إلى يزيد، فسر بقتلهم أولا، ثم ندم فكان يقول: وما علي لو احتملت الأذى وأنزلت الحسين معي، وحكمته فيما يريد، وإن كان علي في ذلك وهن في سلطاني حفظا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ورعاية لحقه وقرابته، لعن الله ابن مرجانة يريد عبيد الله، فإنه أخرجه واضطره، وقد كان سأل أن يخلى سبيله، ويرجع من حيث أقبل، أو يأتيني فيضع يده في يدي، أو يلحق بثغر من الثغور، فأبى ذلك ورده عليه، فأبغضني بقتله المسلمون.
وقال المدائني، عن إبراهيم بن محمد، عن عمرو بن دينار: حدثني محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه قال: لما قتل الحسين دخلنا الكوفة، فلقينا رجل، فدخلنا منزله، فألحفنا، فنمت، فلم استيقظ إلا بحس الخيل في الأزقة، فحملنا إلى يزيد، فدمعت عينه حين رآنا، وأعطانا ما شئنا وقال: إنه
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»