تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٢٠٤
أخبرني من سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليرعفن على منبري جبار من جبابرة بني أمية. قال علي فحدثني من رأى عمرو بن سعيد رعف على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الزبير بن بكار: كان عمرو بن سعيد ولاه معاوية المدينة، ثم ولاه يزيد، فبعث عمرو بعثا لقتال ابن الزبير. وكان عمرو يدعي أن مروان جعل إليه الأمر بعد عبد الملك، ثم نقض ذلك وجعله إلى عبد العزيز بن مروان، فلما شخص عبد الملك إلى حرب مصعب إلى العراق، خالف عليه عمرو بن سعيد، وغلق أبواب دمشق، فرجع عبد الملك وأحاط به، ثم أعطاه أمانا، ثم غدر به فقتله، فقال في ذلك يحيى بن الحكم عم عبد الملك:
* أعيني جودي بالدموع على عمرو * عشية تبتز الخلافة بالغدر * * كأن بني مروان إذ يقتلونه * بغاث من الطير اجتمعن على صقر * * غدرتم بعمرو يا بني خيط باطل * وأنتم ذوو قربائه وذوو صهر * * فرحنا وراح الشامتون عشية * كأن على أكتافنا فلق الصخر * * لحا الله دنيا يدخل النار أهلها * وتهتك ما دون المحارم من ستر * وكان مروان يلقب بخيط باطل.
وروى ابن سعد بإسناد، أن عبد الملك لما سار يؤم العراق، جلس خالد بن يزيد بن معاوية، وعمرو بن سعيد، فتذاكرا من أمر عبد الملك ومسيرهما معه على خديعة منه لهما، فرجع عمرو إلى دمشق فدخلها وسورها وثيق، فدعا أهلها إلى نفسه، فأسرعوا إليه، وفقده عبد الملك، فرجع بالناس
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»