(أن تشق عيني بها فقد سعدت * عين رسولي وفزت بالخبر) (وكلما جاءني الرسول لها * وددت عهدا في عينه نظري) (خذ مقلتي يا رسول عارية * فانظر بها واحتكم على بصري) قيل: وشكا اليزيدي يوما إلى المأمون دينا لحقه فقال ما عندي في هذه الأيام ما إن أعطيناك بلغت به ما تريد، فقال يا أمير المؤمنين إن غرمائي قد أرهقوني قال انظر لنفسك أمرا تنال به نفعا قال إن لك ندماء فيهم من أن حركته نلت به نفعا قال أفعل قال إذا حضروا عندك فمر فلانا الخادم يوصل رقعتي إليك فإذا قرأتها فأرسل إلي دخولك في هذا الوقت متعذر ولكن اختر لنفسك من أحببت قال أفعل فلما علم اليزيدي جلوس المأمون مع ندمائه وتيقن أنهم قد أخذ الشراب منهم أتى الباب فدفع إلى الخادم رقعته فإذا فيها:
(يا خير إخواني وأصحابي * هذا الطفيلي على الباب) (أخبر أن القوم في لذة * يصبو إليها كل أواب) (فصيروني واحدا منكم * أو أخرجوا لي بعض أترابي) فقرأها المأمون عليهم، وقالوا: ما ينبغي أن يدخل علينا على مثل هذه الحال، فأرسل إليه المأمون دخولك في هذا الوقت متعذر فاختر لنفسك من أحببت تنادمه فقال ما أريد إلا عبد الله بن طاهر فقال له المأمون قد اختارك فسر إليه! قال: يا أمير المؤمنين، وأكون شريك الطفيلي؟ فقال: ما يمكن