بعث الله نبيه من مضر ولم يخرج اثنان إلا وخرج أحدهما سائسا اعرف فعل الله بك.
وذكر سعيد بن زياد أن المأمون قال لما دخل دمشق أرني الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأريته فقال إني لأشتهي أن أدري إيش هذا الغشاء على هذا الخاتم قال فقال له المعتصم حل العقدة حتى تدري ما هو قال ما أشك أن النبي عقد هذا العقد وما كنت لأحل عقدة عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال للواثق خذه وضعه على عينيك لعل الله أن يشفيك وجعل المأمون يضعه على عينيه ويبكي.
وقال العبسي صاحب إسحاق بن إبراهيم: كنت مع المأمون بدمشق وكان قد قال المال عنده حتى أضاق وشكا ذلك إلى المعتصم فقال له يا أمير المؤمنين كأنك بالمال وقد وافاك بعد جمعه وكان قد حمل إليه ثلاثون ألف ألف ألف درهم من خراج ما يتولاه له فلما ورد عليه المال قال المأمون ليحيى بن أكثم اخرج بنا ننظر هذا المال فخرجا ينظرانه وكان قد هيئ بأحسن هيئته وحليت أباعره فنظر المأمون إلى شيء حسن واستكثر ذلك واستبشر به والناس ينظرون إليه ويعجبون منه فقال المأمون يا أبا محمد ننصرف بالمال وأصحابنا يرجعون خائبين إن هذا للؤم ثم دعا محمد بن يزداد فقال له وقع لآل فلان بألف ألف ولآل فلان بمثلها فما زال كذلك حتى فرق أربعة