لم يكن بشار بل ليته لم يكن خلقا.
يا أبا إسحاق ادن مني واتعظ بما ترى وخذ بسيرة أخيك في القرآن والإسلام واعمل في الخلافة إذا طوقكها الله عمل المريد لله الخائف من عقابه وعذابه ولا تغتر بالله ومهلته وكأن قد نزل بك الموت، ولا تغفل أمر الرعية والعوام فإن الملك بهم وبتعهدك لهم، الله الله فيهم وفي غيرهم من المسلمين ولا ينتهين إليك أمر فيه صلاح للمسلمين ومنفعة إلا قدمته وآثرته على غيره من هواك.
وخذ من أقويائهم لضعفائهم ولا تحمل عليهم في شيء وأنصف بعضهم من بعض بالحق بينهم وقربهم وتأن بهم وعجل الرحلة عني والقدوم إلى دار ملكك بالعراق وانظر هؤلاء القوم الذين أنت بساحتهم فلا تغفل عنهم في كل وقت والخرمية فأغزهم ذا حرمة وصرامة وجلد واكنفه بالأموال والجنود فإن طالت مدتهم فتجرد لهم فيمن معك [من] أنصارك وأوليائك واعمل في ذلك مقدم النية فيه راجيا ثواب الله عليه.
ثم دعا المعتصم بعد ساعة حين اشتد الوجع وأحس بمجيء أمر الله،