والعزل وشحن الثغور والأطراف وأمن السبل والنظر في الخراج والنفقات ومصلحة معاش الرعية والتلطف بسكونهم وهديهم فإذا صلى العصر جلس لأهل بيته فإذا صلى العشاء الآخرة جلس ينظر فيما ورد من كتب الثغور والأطراف والأفاق وشاور سمارة فإذا مضى ثلث الليل قام إلى فراشه وانصرف سمارة وإذا مضى الثلث الثاني قام فتوضأ وصلى حتى يطلع الفجر ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يدخل فيجلس في إيوانه.
قيل وقال المهدي لا تبرم أمرا حتى تفكر فإن فكر العاقل مرآته حينه وسيئة يا بني لا يصلح السلطان إلا بالتقوى ولا تصلح الرعية إلا بالطاعة ولا تعمر البلاد بمثل العدل وأقدر الناس على العفو أقدرهم وأعجز الناس من ظلم من هو دونه واعتبر عمل صاحبك وعلمه باختباره.
يا أبا عبد الله لا تجلس مجلسا إلا ومعك من [أهل] العلم من يحدثك؛ ومن أحب أن يحمد أحسن السيرة ومن أبغض الحمد أساءها وما أبغض الحمد إلا استذم وما استذم إلا كره يا أبا عبد الله ليس العاقل الذي يحتال للأمر الذي غشيه بل العاقل الذي يحتال للأمر حتى لا يقع فيه.
وقال المهدي يوما: كم راية عندك؟ قال: لا أدري. قال أنا لله أنت لأمر الخلافة أشد تضييعا ولكن قد جمعت لك ما لا