قال ثم استدعى من بعده غانم بن عياض الأشعري رضي الله عنه وسلمه الراية وتوجه وهو يقول * اني إذا انتسب الفوارس أشعري * قرم همام في المعامع عنتزي * بحماة ابطال الأعادي نزدري * وبراحتي من القواضب أبتري * يوم التلاطم للفوارس مسكر * وأحوم حومات الغزال الجؤذري * فلأقتلن فوارسا وعوابسا * وأذيقهم مني العذاب الأكبر * قال ثم استدعى من بعده أبا ذر الغفاري وأمره على خمسمائة فارس وسلمه الراية فتوجه وهو يقول * سأمضي للعداة بلا اكتئاب * وقلبي للقا والحرب صابي * ولي عزم أذل به الأعادي * وأرجو الفوز فيهم كالثواب * وان صال الجميع بيوم حرب * لكان الكل عندي كالكلاب * أذلهم بأبيض جوهري * طليق الحد فيهم غير آبي * قال ثم استدعى من بعده القعقاع بن عمرو التميمي والمغيرة بن شعبة الثقفي وميسرة بن مسروق العبسي ومالكا الأشتر النخعي وذا الكلاع الحميري والوليد وعقبة بن عامر الجهني وجابر ابن عبد الله الأنصاري وربيعة بن زهير المحاربي وعدي بن حاتم الطائي ومثل هؤلاء السادات رضي الله عنهم وقد اقتصرنا في أشعارهم خوف الإطالة وكل واحد يسلمه راية ويؤمره على خمسمائة فارس قال فلما تكاملوا وتجهزوا خرج عمرو وأصحابه فودعهم وسارت الكتائب وتتابعت المواكب يطلب بعضها وخلفهم الذراري والصبيان حتى أتوا الجيزة ونزلوا بمكان يعرف بالمرج الكبير قريب من تلك المدائن والقرى والرساتيق وتقدمت الطلائع يتجسسون الاخبار وقد كان بدهشور بطريق عظيم من قبل مارنوس صاحب اهناس وكان فارسا مكينا وكلبا لعينا قاتله الله وكان يقول في نفسه أنه يناظر البطليوس في ولايته لكن البطليوس صاحب البهنسا لعنه الله كان أشد بأسا وأعظم مراسا وأكثر عددا وأقوى مددا وأوسع بلادا فكاتبه في ذلك وكاتب روسال صاحب الاشمونين وكاتب اقراقيس صاحب قفط وكان يحكم على اخميم وكاتب الكيكلاج وكان يحكم إلى عدن والبحر المالح إلى بلاد البجاوة والنوبة وحد السودان وتسامع الناس بمسير العرب إلى الصعيد وكاتبت الملوك بعضها بعضا وماج الصعيد بأهله إلى حد الواحات ووقع الرعب في قلوبهم فعند ذلك وثب مكسوج ملك البجاوة وحليف ملك النوبة وجمعوا ما حولهم من أرض النوبة والبجاوة والبربر وأتوا إلى أسوان
(٢٢٧)