فتوح الشام - الواقدي - ج ٢ - الصفحة ٣١٠
شهب وبأيديهم رايات خضر ووجوههم تتلألأ أنوارا فسملوا علي وقالوا قد أوحشتنا يا ذا النون في هذه السنة وان لم تزرنا زرناك فقلت لهم من أنتم فقالوا نحن الشهداء الأخيار أصحاب محمد المختار بالبهنسا كنا بأرض الروم لنصرة المسلمين على أعداء الله الكافرين فمررنا بك لنسلم عليك وننظر ما سبب انقطاعك عنا قال في أي أرض أنتم قالوا نحن سكان جبانة البهنسا ولك علينا حقوق الزيارة لأنك من أهل الإشارة فقال لهم يا سادتي اني لا أعود وحبل الوصال بيننا ممدود وما كنت أعلم أنكم تعلمون من زار وما كنت أظن في نفسي انني بهذا المقدار قالوا يا ذا النون أما تعلم أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون وبهذا نطق الكتبا المكنون ثم تركوني ومضوا فاستيقظت وفي قلبي لهيب النار فطوبى لمن زار هؤلاء السادات الأخيار قال المؤلف ولقد وضعت في هذا الكتاب كل نادرة عجيبة وحكاية غريبة وهو كتاب كامل المعاني والبيان عظيم القدر والشان لا يفهمه الا ذوو البصائر والألباب ولا يعقله الا أهل الخطاب ولا يقرؤه الا أهل الذوق والمعرفة فهو كالزهر في الرياض لمن اقتطفه نفع به مالكه وكاتبه وقارئه ومستمعه والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين انتهى المجلد الثاني من كتاب فتوح الشام وهو خاتمة الكتاب
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310