معجم المطبوعات العربية - اليان سركيس - ج ١ - الصفحة ٣٠٧
أخذ القراءات عن أبي جعفر بن الطباع والعربية عن أبي حسن الآبندي وأبي جعفر بن الزبير وغيرهما وبمصر عن البهاء بن النحاس وجماعة وتقدم في النحو وأقرأ في حياة؟ شيوخه بالمغرب وسمع الحديث بالأندلس وإفريقية والإسكندرية والقاهرة والحجاز من نحو أربعمائة وخمسين شيخا. فبرع فيه وفي التفسير والعربية والقراءات والأدب والتاريخ. واشتهر اسمه وطار صيته. وأخذ عن أكابر عصره كالشيخ تقي الدين السبكي والجمال الأسنوي وغيرهما وهو الذي جسر الناس على مصنفات جمال الدين بن مالك ورغبهم في قراءتها وشرح لهم غامضها. له تصانيف كثيرة تقارب الخمسين كتابا.
قال تاج الدين السبكي في طبقاته: كان الشيخ الوالد يعظمه كثيرا وتصانيفه مشحونة بالنقل عنه. ولما توجهنا من دمشق إلى القاهرة في سنة 742 ثم أمرنا السلطان بالعود إلى الشام لانقضاء ما كنا توجهنا لأجله استمهله الوالد أياما لاجلي فمكث حتى أكملت على أبي حيان ما كنت أقرؤه عليه وقال لي يا بني هو غنيمة ولعلك لا تجده في سفرة أخرى وكان كذلك وكان الشيخ أبو حيان إماما منتفعا به اتفق أهل العصر على تقديمه وامامته. وضربت الأمثال باسمه مع صدق اللهجة وكثرة الاتقان والتحري. اه قال ابن الوردي في ذيل تاريخ أبي الفدا: كان أبو حيان بحرا زاخرا في النحو وهو فيه ظاهري. وكان يستهزئ بالفضلاء من أهل القاهرة ويحتملونه لحقوق اشتغالهم عليه له مصنفات جليلة منها تفسير القرآن العظيم وشرح التسهيل وارتشاف الضرب من السنة العرب مجلد كبير جامع ومختصرات في النحو اه. ونقل صاحب الدرر الكامنة مصنفات أبي حيان من خطه وهي تربو على الأربعين مصنفا.
توفي بمنزله خارج البحر بالقاهرة ودفن بالصوفية خارج باب النصر. رثاه صلاح الدين الصفدي بقصيدة مطلعها:
مات أثير الدين شيخ الوري استعر البارق استعبارا ورق من حزن نسيم الصبا واعتل في الأسحار لما سرى
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»