سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٢١١
وأما حسن بن زيد بن حسن فأخبره بأمره وقال: لا آمن أن يخرج فاشترى المنصور رقيقا من العرب فكان يعطي الواحد منهم البعيرين، وفرقهم في طلبه، وهو مختف.
وقال لعقبة السندي: أخف شخصك، واستتر. ثم ائتني وقت كذا، فأتاه فقال: إن بني عمنا قد أبوا إلا كيدا لنا، ولهم شيعة بخراسان يكاتبونهم، ويرسلون إليهم بصدقاتهم. فاخرج إليهم بكسوة وألطاف حتى تأتيهم متنكرا، فحسهم لي، فاشخص حتى تلقى عبد الله بن حسن متقشفا، فإن جبهك، وهو فاعل، فاصبر وعاوده حتى يأنس بك. فإذا ظهر لك، فاعجل علي. فذهب عقبة، فلقي عبد الله بالكتاب، فانتهره وقال: ما أعرف هؤلاء. فلم يزل يعود إليه حتى قبل الكتاب والهدية. فسأله عقبة الجواب. فقال: لا أكتب إلى أحد.
فأنت كتابي إليهم، وأخبرهم أن ابني خارجان لوقت كذا. وقال: فأسرع بها عقبة إلى المنصور (1).
وقيل: كان ابنا حسن منهومين بالصيد.
وقال المدائني: قدم محمد بن عبد الله في أربعين رجلا متخفيا، فأتى عبد الرحمن بن عثمان فقال له: أهلكتني، فأنزل عندي وفرق أصحابك، فأبى.
فقال انزل في بني راسب ففعل.
وقيل: أقام محمد يدعو الناس سرا. وقيل: نزل بعبد الله بن سفيان المري أياما، وحج المنصور سنة أربعين، فأكرم عبد الله بن حسن، ثم قال لعقبة: تراء له. ثم قال: يا أبا محمد: قد علمت ما أعطيتني من العهود قال: أنا على ذلك.
فتراءى له عقبة وغمزه فأبلس عبد الله، وقال: أقلني يا أمير المؤمنين أقالك الله!
قال: كلا وسجنه.

(1) انظر الطبري 7 / 519، 520، وابن الأثير 5 / 516.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»